سجلت صفحات التاريخ أن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون هو أول رئيس أميركي يزور السعودية، في منتصف السبعينات من القرن الماضي، إذ استقبل الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز في عام 1974 الرئيس الأميركي وكانت مدينة جدة هي الحاضنة لهذه الزيارة التي استمرت ما بين 14 و15 من حزيران (يونيو)، ولكن العلاقات السعودية - الأميركية سبقت هذه الزيارة بعقود، فكان الرئيس الأميركي فرانكين رزوفلت هو أول رئيس يقابل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، إذ تم اللقاء في الباخرة كونيسي، التي كانت تقف في قناة السويس المصرية وعُقدت أول قمة سعودية - أميركية في شباط (فبراير) عام 1945 على متنها، سبقها زيارة للملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز اللذين أرسلهما الملك المؤسس في عام 1943 تلبية لدعوة الرئيس الأميركي رزوفلت إلى واشنطن. وفي تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته 1943 زار الملك فيصل بن عبدالعزيز الولاياتالمتحدة نيابة عن والده وتلبية لدعوة الرئيس رزوفلت لتوقيع اتفاق الأممالمتحدة، إذ تعتبر السعودية الدولة ال51 المدعوة للانضمام للأمم المتحدة. ويُعتبر الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يزور الولاياتالمتحدة، إذ زارها في المرة الأولى في عام 1957، واجتمع مع الرئيس الأميركي في ذلك الوقت دوايت إيزنهاور، وكان الاجتماع يهدف لتحقيق الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط التي كانت تعاني من الصراع الإسرائيلي - العربي، إضافة إلى حدوث العدوان الثلاثي «إسرائيل وفرنسا وبريطانيا» على مصر، وسبق تلك الزيارة إعلان للرئيس الأميركي عن مبادرة لاستقرار المنطقة. وبعد خمس سنوات زار الملك سعود بن عبدالعزيز أميركا للمرة الثانية، وتحديداً في فبراير لعام 1962، وعقد اجتماعاً خلال زيارته مع الرئيس جون كنيدي، وكانت الزيارة تشمل محادثات واتفاقات في مجالات الاقتصاد والأمن، وتقوية العلاقات السعودية - الأميركية، ولاسيما في ما يخص المجال النفطي والتعاون بين السعودية والبنك المركزي. كما قابل الرئيس الأميركي جون كنيدي الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي كان يشغل منصب ولي العهد في تلك الفترة، إذ زار الولاياتالمتحدة في العام ذاته، وتحديداً في شهر أكتوبر لحضور الاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وعقد اجتماعاً مع الرئيس الأميركي. وفي عام 1966 زار الملك فيصل أميركا بعد توليه العرش، وقابل الرئيس الأميركي في تلك الفترة ليندون جونسون. وتم تأسيس مشاركة سعودية - أميركية لمشاريع التنمية بالمملكة، إضافة إلى عقد شراكات استراتيجية في مجالات عدة، وتلا هذه الزيارة زيارة أخرى للملك فيصل بن عبدالعزيز لأميركا، وفي عام 1971 عقد اجتماعاً مع رئيسها في تلك الفترة ريتشارد نيكسون الذي زار السعودية بعد ثلاثة أعوام، ويعتبر أول رئيس أميركي يزور السعودية وتحديداً في 1974 وتم تأسيس اللجنة الاقتصادية السعودية - الأميركية في تلك الزيارة. وبعد أن تولى الملك خالد مقاليد الحكم في السعودية، زار الرئيس الأميركي جيمي كارتر الرياض في عام 1978 واجتمع مع الملك خالد بن عبدالعزيز، وهدف الاجتماع إلى تقوية العلاقة بين البلدين، خصوصاً أن الرئيس الأميركي كارتر طرح مشروعاً لتحريك عملية السلام في المنطقة، بما يخص النزاع العربي - الإسرائيلي على الأراضي المحتلة. وفي عام 1985 زار الملك فهد بن عبدالعزيز واشنطن، بعد توليه مقاليد الحكم، واجتمع مع الرئيس رونالد ريغان، وبعد خمس سنوات زار الرئيس الأميركي جورج بوش الأب السعودية، وتحديداً في عام 1990، كان الاجتماع مهماً بين القيادة السعودية والأميركية، وشمل على مراحل التنسيق والاستراتيجيات لطرد القوات العراقية من الكويت، إضافة إلى تفقد القوات الدولية، التي بدأت في الوصول إلى الأراضي السعودية في تلك الحقبة الزمنية استعداداً لبدء «عاصفة الصحراء» الهادفة إلى إعادة الشرعية للكويت. والزيارات بين البلدين على مستوى القيادات توالت، إذ زار جورج بوش الأب السعودية في عام 1992 التقى بها الملك فهد بن عبدالعزيز، وفي شهر أكتوبر لعام 1994 زار الرئيس الأميركي بيل كلينتون السعودية وعقد اجتماعاً مع الملك فهد بن عبدالعزيز. وفي عام 1998 زار الملك عبدالله بن عبدالعزيز الولاياتالمتحدة الأميركية، وكان حينها يشغل منصب ولي للعهد، كانت الزيارة ضمن جولته التي شملت سبع دول في تلك الفترة، وعقد اجتماعاً مع الرئيس بيل كلينتون. وبعد أربع سنوات زار الملك عبدالله بن عبدالعزيز أميركا وتحديداً في عام 2002، وعقد اجتماعاً مع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن وكان أول اجتماع بين القيادات السعودية والأميركية بعد أحداث 11 من أيلول (سبتمبر) 2001، وتلا هذا الاجتماع زيارة ثالثة للملك عبدالله بن عبدالعزيز وتحديداً في عام 2005 لأميركا، اجتمع خلالها مع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن. وفي كانون الثاني (يناير) من عام 2008 زار الرئيس الأميركي جورج بوش الابن السعودية والتقى الملك عبدالله في الرياض، تلاها زيارة أخرى للسعودية في العام ذاته في شهر أيار (مايو). وبعد عام زار الرئيس الأميركي باراك أوباما السعودية ضمن جولته في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في 3 و4 من شهر يونيو واجتمع مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي 28 من شهر آذار (مارس) لعام 2014 زار أوباما السعودية واجتمع مع الملك عبدالله، ثم زارها للمرة الثالثة في 27 يناير لعام 2015 لتقديم التعازي في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وفي العام ذاته 2015 وتحديداً شهر سبتمبر زار الملك سلمان بن عبدالعزيز أميركا والتقى الرئيس أوباما، الذي قدم للسعودية مرة أخرى في العام الماضي 2016 وتحديداً في شهر نيسان (أبريل) لحضور القمة الخليجية - الأميركية التي استضافتها الرياض.