استهدفت طائرات تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» موقعاً للقوات النظامية السورية وميليشيات موالية في شرق البلاد على مقربة من مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية، في رسالة تحذير واضحة من مغبة محاولة قطع الطريق أمام فصائل سورية معارضة مدعومة من دول غربية وعربية في مسعاها للوصول إلى مدينة البوكمال وقطع طريق إمداد «داعش» بين العراق وسورية. وجاءت الضربة التي شنتها مقاتلات أردنية في التحالف بعد ساعات من اجتماع الرئيس السوري بشار الأسد مع فالح الفياض مستشار الأمن القومي العراقي موفداً من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لمناقشة قضية تأمين الحدود السورية- العراقية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إن قصف الموقع السوري جاء بعد «نيران تحذيرية» على فصيل متحالف مع القوات النظامية السورية شكل خطراً على قوات تدعمها الولاياتالمتحدة، في إشارة ربما إلى فصيل «مغاوير الثورة» الذي يحاول التقدم من قاعدة التنف على الحدود السورية مع العراق والأردن في اتجاه البوكمال. وأوضح المسؤول أن طيران التحالف عبر مقاتلات أردنية استهدف نقطة متقدمة للجيش السوري شكلت خطراً على قوات أميركية قرب التنف. ويُعتقد أن القوات الموالية للحكومة السورية التي تحاول منذ أيام التقدم نحو التنف من ريف حمص الجنوبي الشرقي هي في الواقع ميليشيات شيعية تعمل بإشراف إيراني. على صعيد آخر، شن تنظيم «داعش» هجوماً دامياً على قرى موالية للحكومة السورية في محافظة حماة بوسط البلاد، وقتل ما لا يقل عن 52 شخصاً بينهم الكثير من النساء والأطفال قضوا ذبحاً وقُطّعت رؤوسهم وأطرافهم وفق وسائل الإعلام الرسمية ومعارضين ومنظمات طبية. وجاءت المذبحة قرب مدينة سلمية والطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب، في وقت تقدم تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي- العربي نحو معقل التنظيم في مدينة الرقة، بالتزامن مع وصول القوات النظامية السورية إلى مشارف مسكنة آخر البلدات التي ما زال «داعش» يسيطر عليها في محافظة حلب. وتواصلت مفاوضات جنيف لليوم الثالث من دون اختراق كبير مع إعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تمثّل الشريحة الأوسع من المعارضة السورية، رفضها مناقشة دستور جديد للبلاد «من إعداد إيران أو روسيا»، وذلك في إشارة إلى مسودة الدستور التي أعدتها موسكو قبل شهور وسلمتها إلى وفدي الحكومة والمعارضة للنقاش في جنيف. وأعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى المفاوضات بشار الجعفري أن المشاورات مع المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أسفرت عن اتفاق على «عقد اجتماعات غير رسمية» بين خبراء دستوريين من وفد الحكومة وفريق المبعوث الخاص، إلا أنه قال: «إن موضوع الدستور هو حق حصري للشعب السوري ولا نقبل بأي تدخل خارجي»، بينما أعربت موسكو عن ارتياحها ل «بدء تطبيق الآلية الجديدة» التي اقترحها دي ميستورا، لمناقشة وضع دستور جديد للبلاد. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية الحكومية عن مصدر وصفته بأنه قريب من المفاوضات في جنيف قوله، إن «آلية دي ميستورا» سوف «تعمل خلال اجتماعات جنيف فقط»، خلافاً لتأكيد سابق بتحويلها إلى «آلية دائمة لعقد اجتماعات ومناقشات في الفترات التي تفصل بين جولتين في جنيف». ميدانياً، قال الدكتور نوفل سفر رئيس المستشفى الوطني في مدينة سلمية، إن المستشفى استقبل 52 جثة، بينها 17 لأطفال و11 لنساء، نتيجة هجوم «داعش» في ريف المدينة الشرقي، موضحاً أن عدداً من الضحايا قطعت رؤوسهم وبترت أطرافهم، لكن معظم القتلى قضوا بإطلاق النار عليهم. ونقل عن بعض الجرحى قولهم، إن عناصر «داعش» كانت تقتحم المنازل وتقوم بقتل الموجودين فيها من دون تمييز. وقال رامي رزوق، أحد الأطباء في المستشفى الوطني، إن 9 أطفال تعرضوا للضرب حتى الموت. وقالت وكالة أعماق التابعة ل «داعش»، إن عدد القتلى يبلغ حوالى 100 من القوات النظامية السورية والموالين للحكومة. فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن عناصر داعش تمكنوا من اقتحام منازل في الجزء الجنوبي من قرية عقرب الصافية، مضيفة أن القوات الحكومية صدتهم ودفعتهم إلى الهروب نحو البادية.