باريس - أ ف ب - يمثل بدءاً من اليوم وحتى 28 الشهر الجاري ثمانية متهمين بتمويل الإرهاب عبر تشكيل عصابة لتنفيذ عمليات سطو أمام المحكمة الجنائية في باريس، والتي تضم قضاة مهنيين فقط. ويعتبر الادعاء الفرنسي الجزائري الأصل واسيني شريفي (36 سنة) الملقب ب «التركي»، الذي دين سابقاً بالسجن خمس سنوات بتهمة الاتجار بجوازات سفر مزورة والتواطؤ مع شبكات إسلامية، العقل المدبر لمجموعة مجرمين اتهمت عام 2005 بالسطو على شركة نقل أموال في بوفيه (شمال باريس) وسرقة أكياس وثائق من موقع نقل طرود (كرونوبوست) في فريتين (شمال). وفشلت عملية بوفيه، بعدما لم يكفِ ثقب أحدثه بين ثلاثة وأربعة مسلحين عبر متفجرات لاقتحام البوابة، واضطروا الى الهروب بخفي حنين. أما في فريتين فجمع ثلاثة مسلحين الموظفين والسائقين الحاضرين في موقع كرونوبوست، قبل الاستيلاء على أكياس تحتوي على وثائق تابعة للمطبعة الوطنية. واستناداً الى معلومات وفرها أهم المتهمين بعد توقيفه، اكتشف المحققون في أحد المستودعات في كليشي سو بوا كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات: ديناميت وتي أن تي وبندقية كلاشنيكوف وأخرى من طراز فاماس وثلاثة مسدسات وخزان رصاص ومئات من الذخائر وجهاز راديو وآلة تنبيه زرقاء توضع فوق سيارات الشرطة، وبطاقة شرطة وثياب للدرك الوطني وأقنعة وقفازات وسترات واقية من الرصاص. كذلك عثرت الشرطة على أكياس تحمل اسم كرونوبوست في مستودع تابع لمطعم «روندي-فو غورمان» الذي يملكه شريفي في كليشي سو بوا (ضاحية شمال باريس). ويُشتبه بأن شريفي استخدم قاعة خلفية داخل مطعمه قاعدة لوجستية لعناصر المجموعة التي أفادت الشهادات أنهم كانوا يتوعدون الناس، ويهددونهم ويتطوعون للاستشهاد. والى جانب شريفي، سيحاكم القضاة ثلاثة متهمين آخرين، أحدهم التونسي مراد فريضي (39 سنة) الذي سبق أن دين ثلاث مرات بالسطو مع استعمال السلاح وتونسي آخر يدعى المنوبي بن الحاج إبراهيم (34 سنة)، والفرنسي هشام الذكوري (31 سنة). ويخضع المتهمون الأربعة لمراقبة القضائية، لكنهم ليسوا معتقلين. وأقر بعض المتهمين بمشاركتهم في عصابة مجرمين وعملية بوفيه، لكنهم نفوا أن يكون الهدف تمويل الإرهاب. ويقول الادعاء إن شريفي توجه الى تركيا في أيلول (سبتمبر) 2005 لمقابلة قادة خلايا جهادية والالتزام بالمساهمة في تمويل عملياتهم، بينما يؤكد المتهم أن زيارته كانت تجارية.