بلغ التصعيد أمس بين قبائل شمال سيناء وتنظيم داعش ذروته ببيانات متبادلة لجذب الأنصار من سكان مدن شمال سيناء، فيما توعد «اتحاد قبائل سيناء» المنخرط في القتال بزعامة «الترابين»، بتصفية زعيم التنظيم الإرهابي في شمال سيناء. وبدا واضحاً أن اتفاقاً جرى بتقاسم للأدوار بين قوات الجيش وقبائل سيناء المسلحة، في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي، إذ لوحظ أن القبائل بزعامة «الترابين»، بات لها الكلمة العليا في القتال في شمال سيناء لا سيما مدينة رفح، بينما كثف الجيش من حصاره للطرق والمناطق الرئيسية في شمال سيناء لمنع تسلل عناصر «داعش»، وفرض السيطرة على وسط سيناء. وكان «اتحاد القبائل» نشر سلسلة تسجيلات صوتية لعملية استجواب أجراها لأحد عناصر داعش تمكن من توقيفه، كشف فيها أسماء عناصر في التنظيم غالبيتهم ينتمون إلى العائلات والقبائل الرئيسية في شمال سيناء، إضافة إلى مقرات عناصر وقيادات «داعش» الذين اتخذوا بيوتاً ومنازل داخل الأوساط البدوية كملاذات آمنة، كما أعلن تصفية وتوقيف عدد من مسلحي هذا التنظيم الإرهابي في مواجهات وعمليات دهم. وفيما أظهرت عمليات الاستجواب أن القبائل الرئيسية في سيناء كانت حاضنة لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي تحول إلى «ولاية سيناء»، بعد مبايعة «داعش»، وأنها كانت مورداً رئيسياً للعناصر المسلحة، عممت القبائل أيضاً تحذيرات لعدد من سكان شمال سيناء نشرت أسماءهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنهم يناصرون التنظيم الإرهابي. وأوضح «الداعشي» الموقوف إبراهيم ياسين، من منطقة المقاطعة في مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء)، في معرض اعترافاته التي نشرت قبل أيام، أنه أوكل له عملية استطلاع ومراقبة تحركات آليات الجيش والإبلاغ عنها. وكشف في إفاداته عن قائد مجموعته الذي سماه ب «الأمير» ويدعى «أبو فارس»، والقائد العسكري يدعى «أبو جندل»، وكشف عن مسؤول فرع المتفجرات ويدعى «أبو رواحة»، كما كشف أسماء عناصر «داعش» المنتمين إلى العائلات والقبائل الرئيسية في شمال سيناء. ولوحظ أن قائد القبيلة الذي كان يستجوب ياسين أقدم غير مرة على ضرب الداعشي بعنف، متهماً إياه بالكذب، قبل أن يواصل ياسين سرد الاعترافات، التي كشف فيها أسماء عناصر «داعش» المنتمين إلى قبائل: السواركة والترابين والحامدين، مشيراً إلى أن مجموعته تضم: أمير سالم حسان (22 سنة) وعطية أحمد، ومن عائلة الأرملات: طارق محمد (20 سنة) وشقيقه أحمد (21 سنة) وعز غنيم (20 سنة). ومن عائلة الأدرعات: أمير سالم حسان (21 سنة) وكنيته «العدناني» وشقيقه عبدالفتاح (72 سنة) وكنيته «أبو عبيدة» وحسام (34 سنة) وكنيته «أبو الوليد» وشقيقه شعبان وكنيته «أبو عبدالرحمن». ومن قبيلة الحامدين: أبو صالح (35 سنة) أحمد عطية (22 سنة). ولفت الداعشي إلى أن هناك ثمانية من جنود «داعش»، وليسوا من القيادات، من خارج سيناء، بينهم أبو بصير (28 سنة)، لكنه لم يكشف عن أسماء بقية المجموعة. وأضاف أن عناصر «داعش» تتخذ من منازل في مناطق المقاطعة واللافتات والتومة، مقرات لهم، مشيراً إلى أنهم يفرون فور تلقيهم معلومات عن حملات الجيش، موضحاً أنه خلال حملات أخيرة للجيش قتل اثنان منهم. وفيما أظهر تأثير انخراط القبائل في القتال على «داعش» في سيناء، عمم التنظيم بياناً على سكان شمال سيناء، سعى فيه إلى التقليل من حجم المنخرطين في قتاله من أبناء القبائل، الذين وصفهم ب «الصحوات»، وإبراء الغالبية من القبائل، مؤكداً أنه تلقى «إفادات من بعض عناصر القبائل يتبرأون فيه من دخول زعمائهم على خط المواجهة»، وسارع «اتحاد قبائل سيناء» إلى الرد على بيان «داعش» متهماً إياهم ب «الكذب ومحاولة شق صفوف القبائل بعد النجاحات التي تحققت». وقال «اتحاد قبائل سيناء»، في بيان حمل توقيع «كتائب الشهيد سالم لافي في سيناء»، إن «الحرب ستكون كما نريد وليس كما تريدون يا دواعش، ونحن نعرفكم جيداً، متوعداً بتصفية رأس (زعيم التنظيم) أبو أسامة المصري و(نائبيه) فهد وسليم ولن تكفينا في هذه الحرب فاستعدوا لمصيركم. أما بياناتكم وإعلامكم لن يفيدكم... أنتم في عداد الأموات». كما توعد البيان «كل من يساعدكم بالقول أو بالفعل أو بالفتنة، فهو عديم الشرف والكرامة ولن يلقى عندنا إلا مسحه من الوجود، وكل من هو معكم سويدان عديم الشرف عديم الكرامة وخاين لربعه وقبيلته ودولته وانهدر دمه أينما يكون... ولن تستطيعوا أن تبثوا الفتنة بين القبائل، لقد فات أوان الفتن، ومن يحاول أن يؤجج الفتنة سنضربه بكل ما أوتينا من قوة هو ومن معه من الفتّانين. فقد غضبنا». وتعهد الاتحاد ب «الثأر للقائد سالم أبو لافي»، الذي قتل الأسبوع الماضي في تفجير سيارة مفخخة على هامش مواجهات عنيفة جرت، مشيراً إلى أنه «تم تعيين خليفة للقائد سالم أبو لافي، نتحفظ على ذكر اسمه لدواع أمنية، فانتظروا يا خونة أنتم ومن معكم ومن يطعمكم ويسقيكم ويساعدكم ومن يحاول أن يساعدكم بالفتنة ويعطيكم المعلومات من قريب أو من بعيد». إلى ذلك، ذكرت مصادر طبية أن انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون على الطريق الدولي الساحلي، في مدينة العريش استهدف آلية أمنية أثناء مرورها، أسفر عن إصابة 3 من طاقمها بإصابات مختلفة نقلوا على إثرها إلى مستشفى في العريش لإسعافهم. إلى ذلك، أعلن الجيش المصري أمس استمرار جهوده في مكافحة النشاط الإرهابي وملاحقة العناصر التكفيرية في وسط سيناء، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ عمليات دهم أسفرت عن القبض على شخصين يشتبه بدعمهما العناصر التكفيرية، وضبط رشاش متوسط وكمية من الذخائر و33 دراجة نارية خاصة بالعناصر التكفيرية، كما تم العثور على كميات من الوقود ومواد الإعاشة التي تستخدمها العناصر التكفيرية داخل أحد الكهوف الجبلية في وسط سيناء، وتدمير مزارع مخدرات.