دعت القبائل السيناوية كل أبنائها أمس إلى توحيد الصف والتصدي لتنظيم بيت المقدس التابع لداعش الإرهابي، بينما لقي 25 من العناصر الإرهابية مصرعهم في حملة للجيش المصري شمال سيناء استخدمت فيها مروحيات "أباتشي"، شملت مناطق التومة واللفيتات والجورة بالشيخ زويد. وأشارت تقارير عسكرية إلى أن طائرات حربية وجهت على مدى ال24 ساعة الماضية ضربات مباشرة لأهداف مسلحين وعربات متحركة ومزارع إلى جانب منازل ومناطق تجمعات ومخابئ تحت الأرض وهو ما أوقع عددا من القتلى والمصابين بين صفوف المسلحين. كما أحبطت القوات ثلثا محاولات لهجمات بالنيران وعبوتين مسلحتين قامت بها عناصر مسلحة ضد القوات من دون أن يتسبب ذلك في خسائر. وأشارت التقارير إلى أن تنظيم أنصار بيت المقدس يسعى للحصول على الصواريخ المحمولة على الكتف "سام 7" من أجل مواجهة مروحيات الأباتشى الهجومية التي تقود العمليات في سيناء وتدمر البؤر والتجمعات الخاصة بالعناصر التكفيرية. وفي المقابل، أصيب مجندان بأعيرة نارية أطلقها مسلحون مجهولون بإطلاق الرصاص من مسافات بعيدة بالقرب من معبر رفح البري بشمال سيناء، بينما قتلت عناصر عناصر بيت المقدس، أحد أفراد قبيلة الترابين في جنوب رفح واختطفوا آخر. وجاءت العملية بعد يوم واحد من إعلان القبيلة أنهم سيثأرون من التنظيم بعد التعدي الغاشم على الحرمات التي دونها الرقاب، موضحين، في بيان لهم أن الأمر اتخذ معهم منحى قبليا، وأصبح بين القبائل السيناوية وبين التنظيم ثأر لن يهدأ ولن يستكين، إلا بالانتقام ممن استباحوا حرمة النساء والبيوت والوصول إليه حيا أو ميتا. داعية كل أبناء القبائل لتوحيد الصف والتصدي لهذا التنظيم الذي بات يهدد كل الوطن وليست سيناء فقط، وأن يكون التصدي فعلا وليس قولا، حتى ننهى الأمر الذي بدأوه، ونخلص الوطن وأهله من هذا الورم السرطاني الذي تفشي في جسد سيناء، متخيلا أن أبناء القبائل سيسمحون له بتنفيذ المخططات التي نعلمها جيدا ونعلم من يقف وراءها. وفي السياق نفسه، قال خبراء متخصصون في شؤون حركات الإسلام السياسي إن ما أعلنه القيادي في تنظيم بيت المقدس الإرهابي أبوعاصم المصري، من أن العمليات المقبلة ستوجه ضد الأقباط لأنهم جزء من دعائم النظام، ولا يدفعون الجزية لمسلحي التنظيم في سيناء، هو محاولة لإرهاق أجهزة الأمن. وقال سامح عيد إن الإرهابيين يستهدفون إحداث ذعر في الأوساط القبطية بهدف إجبارهم إلى الهجرة من سيناء إلى داخل محافظات الوادي والدلتا، كما أنهم يعملون على إرهاق الأجهزة الأمنية، التي بات عليها فرض إجراءات أمنية شديدة لحماية الأقباط. وأشار مؤسس "حركة تمرد الجماعة الإسلامية" وليد البرش إلى أن استهداف الأقباط، جزء من خطة داعش للي ذراع الدولة وإظهارها على أنها ضعيفة، كما أنه جزء من التمكين التي تخطط له الجماعات الإرهابية في سيناء، ويجب أن تكون هناك منطقة عازلة في شمال سيناء، على مسافة خمسة كيلومترات من قطاع غزة، موضحا أن هذه المنطقة تعج بعناصر متطرفة تختبئ في سراديب تحت الأرض، ولا بد أن تأخذ الأجهزة الأمنية احتياطاتها وتأمين كل سيناء لأن خطرهم ليس على الأقباط وحدهم. ومن جانبه أفاد أحمد بان أن التهديد بهذه الصيغة يصف مدى ما وصل إليه أنصار بيت المقدس من التوحش، ويجب أن تؤخذ هذه الرسائل على محمل الجد في الحرص على حماية المواطنين الأقباط، خصوصا أنه بالإمكان استهدافهم كما حدث آنفا في ليبيا، لا سيما أن عناصر بيت المقدس الداعشي دائما ما تجعل التهديدات خطوة مسبقة لدمويتها وإرهابها.