واصل معرض نايف القيم جلساته العلمية لليوم الثاني في القرية الرياضية بالجامعة أمس (الثلثاء) وسط حضور يغلب عليه الشباب، الأمر الذي يتفق وأهداف المعرض. وعقدت الجلسة الثالثة ضمن البرنامج العلمي للفعاليات المصاحبة برئاسة الدكتور أسامة بن صادق طيب، وكانت المحاضرة الأولى بعنوان: «قيم العمل الخيري في فكر الأمير نايف يرحمه الله» قدمها الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، تحدث خلالها عن مفهوم العمل الخيري في فكر الأمير نايف، وأنه مرتبط ارتباطاً تاماً بالعمل الشرعي ومنطلق من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بعيداً عن المصالح الذاتية والسياسية وغيرها، إذ كان يسير على نهج والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وإخوانه البررة في حب الخير، من خلال دعم الجمعيات الخيرية وتحفيظ القرآن ورعاية الأيتام وبناء المساجد، والاهتمام بالعلم والعلماء وطباعة الكتب العلمية ونشرها، إضافة إلى تقديم المساعدات والدعم لمختلف الدول. وأضاف أن المملكة تنطلق في التعامل مع الآخرين من مبدأ التراحم بين المسلمين، باعتبارهم إخوة كالجسد الواحد، الأمر الذي كان يؤكده دائماً الأمير نايف، وكانت له جهود كبيرة في عدد من اللجان التي أسهمت إسهاماً مميزاً في أفغانستان والصومال وغيرها، إضافة إلى الحاجات الوطنية، وأكد التركي أنه لم يكتب للأمير نايف في موضوع يتعلق بعمل خيري فتأخر عنه. وجاء عنوان المحاضرة الثانية حول «القيم الإنسانية في شخصية الأمير نايف» التي قدمها الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، الذي يتولى موقع أستاذ كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية بجامعة المؤسس، إذ أشار خلال محاضرته عن القيم الإنسانية وربطها بالقرآن والسنة وانشغاله بالحماية الفكرية ومساعدته للفقراء والضعفاء ودعم أسر شهداء الواجب بالتواصل معهم معنوياً ومادياً إضافة إلى اتصافه بالحزم والقوة والتواضع واللين وتطبيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع. وذكر أن الأمير نايف كان مشغولاً بالحماية الفكرية والقيمية، وأن هذا انعكس على تحديد مهمات ومسؤوليات الكرسي الذي يحمل اسمه في جامعة المؤسس، وطلب من المسؤولين فيه التركيز على القيم والأخلاق، اتساقاً مع ما كان يشغله ويهتم به. وأكد أن جوانب الخير ونصرة المظلوم ومواساة اليتيم ورعايته كان أكثر ما يؤثر فيه ويهتم به الأمير نايف، وأنه كان شديد الاهتمام بأسر الشهداء ولا يفوته في كل مناسبة وعيد أن يبرق إليهم بالتهنئة والمعونة. وفي المحاضرة الثالثة عن القيم الاستراتيجية للإعلام في فكر الأمير نايف، تحدث الدكتور ساعد العرابي الحارثي عن ضرورة أن تكون المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام السعودي منبثقة عن الإسلام الذي تدين به عقيدة وشريعة، وأن تعمل وسائل الإعلام في إطار السياسة الإعلامية السعودية على ترسيخ الإيمان بالله عز وجل في نفوس الناس وتعميق فكرة طاعة الله ورسوله وأولي الأمر، باعتبار ذلك مطلباً شرعياً ومبدأً دينياً تقتضى المصلحة تحقيقه والتصدي لما يضاده، وكذلك من قيمه الاستراتيجية للإعلام معالجة المشكلات الاجتماعية وغيرها من الثقافية والأمنية والسياسية والبيئية والاقتصادية، ومحاولة إيجاد حلول لذلك وتوثيق الروابط بين أبناء الأمة والتعريف بمناطق المملكة والاهتمام بالأسرة والطفل والمرأة والشباب من خلال تخصيص البرامج رفيعة المستوى، والاعتماد على الموضوعية، ومنحهم حرية التعبير في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات. واختتم التركي الجلسة بوصية تتفق وفكر الأمير نايف في حماية المجتمع ورعايته وقال: «علينا أن نركز في أذهان شبابنا والمواطن أن تكون لديهم قناعة أصيلة بهذه القيم التي ركزت عليها السياسة العليا للإعلام، وأن نتعامل مع الإعلام الخارجي وفق المبادئ التي قام عليها الإعلام في المملكة، وأن نرشد عملية الانفتاح غير الواعي لا سيما أمام شبكات التواصل الاجتماعي التي تلزم السعودي بأن يتبنى قناعات ومبادئ، لأننا أصحاب رسالة، ولا ينبغي أن ننساق مع أي تيار، وهذا لا يعني إطلاقاً عدم التعاون والانفتاح والتعامل مع الآخرين، بل هذا ما يميز سياسة المملكة، ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية التي ستقام الأسبوع المقبل في الرياض دليل على ذلك ولكن لا بد من الأسس التي سماها الأمير نايف «خطاً أحمر».