اندلع إطلاق نار كثيف في أبيدجان وبواكيه، أكبر مدينتين في ساحل العاج، وكذلك في مدينة دالوا، أحد مراكز زراعة الكاكاو في أفريقيا، ومدينة سان بيدرو الساحلية، في خضم عملية للجيش تهدف إلى إنهاء حركة تمرد في أنحاء البلاد أطلقها قبل أربعة أيام جنود يطالبون بمكافآت. وقال أحد سكان أبيدجان إن الجنود المتمردين خرجوا من أكبر معسكر للجيش في البلاد ونصبوا متاريس، وقطعوا حركة السير على طول طريق رئيسية شمال المدينة، ما حتم توقف مركبات كثيرة على جانب الطريق أو عودتها أدراجها». وصرح شخص آخر في أبيدجان يعيش قرب السفارة الأميركية والمقر الرئاسي: «استمر نحو ساعة إطلاق النار الكثيف من بنادق كلاشنيكوف وأسلحة أثقل». وفي بواكيه، علقت أكثر من 200 شاحنة تجارية على جانب طريق أغلقها الجنود المتمردون، فيما نفى ناطق باسمهم اندلاع اشتباكات، موضحاً أن الجنود أطلقوا الرصاص في الهواء لردع محاولة جنود موالين للحكومة التقدم في اتجاه المدينة. وكان قادة التمرد رفضوا الأحد طلب الجيش تسليم سلاحهم والاستسلام. وقال الناطق باسمهم السرجنت سيدو كوني: «لا نستطيع أن نتراجع. لا نعرف ماذا سيحدث لنا، فيما نريد مالنا فقط حتى نستطيع بدء حياة جديدة». ولم تدفع الحكومة كل المكافآت التي وعدت الجنود بها بعد تمرد سابق في كانون الثاني (يناير) الماضي، بسبب انهيار أسعار الكاكاو وهو المنتج الرئيسي الذي تصدره ساحل العاج، ما خفض إيرادات الدولة. وتلقى كل جندي من المتمردين والذين يبلغ عددهم 8400، خمسة ملايين فرنك أفريقي (8400 دولار) لإنهاء حركة التمرد في كانون الثاني. لكن الحكومة واجهت صعوبة في دفع باقي المكافأة المالية البالغة سبعة ملايين فرنك أفريقي.