حمّل عدد من المختصين أمانة محافظة جدة مسؤولية عدم تصريف مياه السيول الحاصلة في المحافظة، منتقدين عملها وأنها لا تؤدي دورها، ورموا إلى أنه على رغم اعتماد الموازنات التي طالبت بها الأمانة لتنفيذ المشاريع، إلا أن مشاريع كُثُراً لم تنفذ حتى اللحظة!.. ونادى الخبير المائي المهندس محمد بخاري بعقد اجتماع عاجل يضم الجهات ذات الاختصاص مع لجنة من الخبراء السعوديين ذوي خبرة ومعرفة ببواطن الأمور في منطقة مكةالمكرمة ومتخصصين في الجيولوجيا والمياه وغيرها من التخصصات ذات العلاقة، بغية وضع الحلول الصحيحة لمشكلة مياه السيول والصرف الصحي والمياه الجوفية. وأشار حبيب إلى أن هؤلاء المختصين يجب أن يكونوا غير موظفين في الوظائف الحكومية حتى لا يتعرضوا للضغوط أثناء تأديتهم الدراسات ويجب أن توفر لهم جميع الوثائق والدراسات والمعلومات التي يحتاجون إليها وأن تترك لهم حرية إصدار القرارات. وانتقد بخاري الخبراء الأجانب الموجودين في بعض الدوائر الحكومية، متهماً إياهم بأنه لا توجد لديهم مستويات عليا من التعليم وأنهم غير ملمين بجميع الأمور التي يحتاجها الوطن، إضافة إلى أعضاء المجلس البلدي الذين لم يقدموا أي اقتراحات أو حلول منذ كارثة سيول جدة العام قبل الماضي. وأضاف بخاري أنه منذ أكثر من 400 يوم بعد كارثة سيول العام قبل الماضي لم يُقم أي سد ولم تفتح مجاري السيول والمشكلات ما زالت هي ذات المشكلات التي تعرضت لها جدة العام قبل الماضي، وتكررت هذا العام من دون أن تعالج ولو بحلول سريعة!. وأشار إلى أنه كلما زاد تأخر الحلول زاد الأمر تعقيداً، «لدينا علماء وخبراء سعوديون يجب أن نستفيد منهم». وفي سياق متصل، حمّل استشاري الهندسة المدنية والبيئية وأول مدير عام لمصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الغربية الدكتور يحيى حمزة كوشك أمانة محافظة جدة مسؤولية عدم وجود مشاريع لتصريف مياه الأمطار والسيول، لأنها الجهة المسؤولة عن سفلتة الشوارع وتصريف المياه التي تتكون نتيجة الأمطار والسيول. وانتقد المهندس كوشك عمل الأمانة وذهب إلى أنها لا تقوم بدورها، إذ إنه تم اعتماد الموازنات التي طالبت بها الأمانة لتنفيذ المشاريع، ومع هذا لم نر المشاريع تنفذ أو أن تكون هناك رقابة عليها، وصدقاً، لا نعلم أين صرفت هذه الموازنات الضخمة!.. وأشار إلى أن أسباب سيول جدة الحالية تعود إلى عدم وجود مشاريع لتصريف مياه السيول كما هو موجود في جميع مدن العالم، مضيفاً أن الظروف البيئية خلال الفترة الزمنية لم ينتج منها مقدم السيول إلى منطقة مكةالمكرمة إلا كل 10 سنوات ولكن في الوقت الحالي هناك تغير في النظام البيئي وأصبحت الأمطار تأتي تقريباً بشكل سنوي. وأكد أن موضوع تصريف السيول يجب أن يأخذ اهتماماً أكبر مما هو عليه الآن ، موضحاً أن تصريف السيول يعتمد على وجود تصريف في الشوارع، إذ إن الشوارع لدينا لا يوجد فيها ميول لكي يتم تصريف مياه الأمطار أو السيول منها، حيث إن غالبية الشوارع تكون فيها نقطة ميول يتم فيها تصريف المياه ولكن هذا لم يراع في شوارعنا، كما أن نصف مدينة جدة لا توجد فيها مشاريع لتصريف مياه السيول. وطالب كوشك بأن يكون هناك بناء سريع للسدود، لأن جدة تأتي إليها مياه السيول منقولة حتى إن كانت سماء المدينة غير ممطرة، مشيراً إلى أن تكوين المدينة على ملتقى أودية، ويجب بناء السدود لحماية جدة، وأن يتم استخدام هذه المياه في ري الحدائق، أو تصريف مياه السيول إلى البحر من طريق بناء قنوات تصريف.