بدت العاصمة الليبية طرابلس مرشحة لجولة جديدة من المواجهات في ظل التنافس المتجدد على السلطة بين القوى السياسية فيها، فيما تتواصل في بنغازي المواجهات بين قوات المشير خليفة حفتر ومسلحين متشددين باتوا محاصرين في منطقتين وسط شمال المدينة التي شهدت «الحياة» حجم الدمار فيها وسط دوي القصف المتقطع الذي يخرق هدوءها. (للمزيد) ووسط التحضيرات المصرية لعقد قمة بين رئيس «حكومة الوفاق» الوطني فائز السراج والمشير حفتر قائد «الجيش الوطني» الليبي، اندلعت في طرابلس اشتباكات بين قوات تابعة ل «حكومة الوفاق» وأخرى موالية ل «حكومة الإنقاذ» برئاسة خليفة الغويل. وتركّزت المواجهات التي استُخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة في حيَي الهضبة وبوسليم. ونشرت قوات «حكومة الإنقاذ» التي تعارض اتفاق الصخيرات للحل السياسي في ليبيا، مدرعات وسيارات عسكرية على طول طريق صلاح الدين المؤدي إلى الهضبة وبوسليم (وسط) استعداداً لمعارك مقبلة. وأفاد شهود بأن «إطلاق نار سُمع في طرابلس فجر الخميس، مشيراً إلى بدء صراع مسلح جديد بين ما يعرف بقوات الأمن المركزي في حي بوسليم التي يشرف عليه غنيوة الككلي، ومسلحين معظمهم من مصراتة تمركزوا في مشروع الهضبة». وذكرت مصادر أن صلاح بادي، القيادي البارز في القوات الموالية لحكومة الإنقاذ، هو مَن أعطى إشارة انطلاق عملية أطلق عليها اسم «فجر ليبيا 2» أو «فخر ليبيا» كما سماها. وأضافت المصادر أن «بادي أمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي سكان حي بوسليم بإخلاء المنطقة لمدة 72 ساعة، وهو الزمن المقرر للعملية». وأعلنت «حكومة الإنقاذ» أن هدف العملية هو تطبيق قرار المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان السابق) بإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة. ويأتي ذلك في أعقاب زيارة قام بها الغويل برفقة رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين إلى العاصمة الغينية كوناكري حيث أجريا محادثات تناولت حل الأزمة الليبية مع الرئيس الغيني عمر ألفا كوناري، الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي. وسبق انطلاق العملية بيان وزعه المكتب الإعلامي لحكومة الإنقاذ جاء فيه أن الغويل «أكد في اجتماع مع رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين، استعداد الحكومة وجاهزيتها لمباشرة أعمالها من مقراتها الرسمية في العاصمة فور استكمال قوات رئاسة الأركان والحرس الوطني تنفيذ قرار إخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة». وأشار البيان إلى أن بوسهمين «بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي (في الغرب) عقد سلسلة اجتماعات لإصدار تكليف للكتائب الرسمية التابعة لرئاسة الأركان وقوات جهاز الحرس الوطني لتفعيل القرار 27 لعام 2013، بإخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة»، وأن القرار «سيُطبَّق على كل الكتائب الموجودة في العاصمة من دون استثناء، سواء كانت عناصرها تتحدر من طرابلس أو آتية من خارجها». وأكد بيان حكومة الغويل أن «حمل السلاح سيقتصر على الجيش والشرطة النظاميين». ورجح مراقبون أن يكون هدف العملية إخراج السرّاج نهائياً من المشهد السياسي الليبي بعد تقاربه مع حفتر. وهاجمت «كتيبة ثوار طرابلس» أول من أمس، مقر وزارة الخارجية التابع ل «حكومة الوفاق»، وأخلته تماماً قبل أن تعلن تعليق العمل في الوزارة إلى حين استقالة محمد سيالة وزير الخارجية، بعدما أثار جدلاً بتصريحات أكد فيها أن حفتر هو قائد الجيش الليبي. والتقى السراج في طرابلس عدداً من أعضاء مجلس النواب الداعمين لاتفاق الصخيرات الموقع برعاية دولية، لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا.