توغلت القوات العراقية أمس في الأحياء الغربية الشمالية للموصل، وتمكنت من فتح طريق في اتجاه تلعفر، حيث تتمركز قوات «الحشد الشعبي» لتسريع وتيرة إخلاء الأهالي وتحرير ما تبقى من المدينة. وتوقع رئيس الأركان الفريق عثمان العامري أن يتم التحرير قبل بدء رمضان، أي خلال أسبوعين. ويسيطر «داعش» حالياً على خمسة أحياء فقط في الساحل الأيمن للموصل هي: النجار والرفاعي والنفط، فضلاً عن منطقة الموصل القديمة وجزء من حي 17 تموز. وتشير الخريطة التي كشفتها «خلية الإعلام الحربي» التابعة لقيادة العمليات المشتركة أمس إلى أن الباقي من أحياء ومناطق خاضعة لسيطرة «داعش» هو 10 في المئة، وأن 90 في المئة من المدينة التي اجتاحها التنظيم الإرهابي صيف 2014 أصبحت محررة. وأعلن رئيس الأركان الفريق الأول عثمان الغانمي أمس، خلال تفقده القطعات العسكرية في الموصل، أن «السيطرة على كل المدينة ستكون قبل شهر رمضان» (بعد أسبوعين)، وشدد على ضرورة المحافظة على أرواح المدنيين. وأكد الفريق رائد جودت، قائد الشرطة الاتحادية، في بيان أمس أن «فرقة الرد السريع مسنودة باللواء الآلي المدرع توغلت في المداخل الشمالية لحي الاقتصاديين، وهي تحاصر دفاعات الإرهابيين بعشرات الآليات المدرعة وتنشر المئات من عناصر كتيبة القتال الليلي على أسطح المباني والمنازل في شارع 60 مجهزين بالقناصات الثقيلة». وأضاف أن «هذه القوات قتلت عشرات الدواعش ودمرت 12 آلية و5 عجلات مفخخة و3 مواقع للرشاشات الأحادية ومخزنين للمؤن والذخيرة». وتابع أن «الشرطة حررت عشرات الأسر من قبضة الإرهابيين في منطقة الاقتصاديين ونقلتهم الى مخيمات النازحين»، مشيراً الى أن «الجهد الهندسي افتتح طريقاً جديداً للإمداد والدعم اللوجستي بين الموصل وتلعفر». الى ذلك، أعلن وزير الهجرة جاسم محمد الجاف أن عدد النازحين من الموصل فاق كل التوقعات وتخطى 430 ألفاً منذ بدء عملية استعادة السيطرة على نينوى. وقال: «إننا نعمل مع شركائنا في حكومة اقليم كردستان والجهات العسكرية، ومنظمات الأممالمتحدة، والمنظمات غير الحكومية، في إغاثة وإيواء النازحين»، واعتبر «المعركة الإنسانية لا تقل أهمية عن تحرير المدينة من مسلحي داعش». وأضاف أن «العدد الإجمالي للنازحين في العراق بلغ خلال ثلاث سنوات 4.3 مليون نازح، حوالى مليونين منهم عادوا الى منازلهم وبقي حتى الآن 2.3 مليون، بينهم ما يقرب مليوناً ونصف المليون من نينوى». وكانت الأممالمتحدة، أعلنت الثلثاء الماضي، عودة حوالى 31 ألفاً من أهالي الموصل إلى المناطق الغربية من المدينة بعد استعادتها من «داعش».