وصل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس إلى الرياض لاستئناف مساعيه لإحلال السلام في اليمن، وسط جو من التشاؤم في أوساط الحكومة الشرعية نتيجة تعنت فريق الحوثيين في جولات التفاوض السابقة والتصعيد العسكري على الأرض. وكان مقرراً أن يلتقي ولد الشيخ مسؤولين في الحكومة اليمنية والتحالف العربي لبحث وقف النار واستئناف المشاورات بين أطراف النزاع. في هذا الوقت، أكد وزير المال السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، أن السعودية تولي الأوضاع الإنسانية في اليمن عناية كبيرة. وقال في مؤتمر صحافي عقده مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور حافظ غانم، بعد انتهاء أعمال الاجتماع التمهيدي الخاص بالتعافي وإعادة الإعمار في اليمن الذي عقد في الرياض أمس، بمشاركة 64 بلداً ومنظمة إقليمية ودولية، وفي حضور ولد الشيخ، إن السعودية تعمل مع الأشقاء والأصدقاء على دعم مشروع إعادة الإعمار والتعافي بشتى الطرق. من جهة أخرى، أوضح نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المسودة التي أعدها البنك تحوي ثلاثة محاور هي: الحاجة إلى تمويل لمعالجة أزمة الأمن الغذائي في اليمن، وحاجات الموازنة العامة للدولة وتحقيق الحماية الاجتماعية فيه، وإعادة الإعمار والنظر في الأولويات، بخاصة في مجال التعليم والصحة والبنية التحتية. وقال إن البنك نفذ في السنة الحالية مشروعات في اليمن قيمتها 815 مليون دولار. وثمن رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر خلال الاجتماع مواقف دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمهم السعودية، المساندة لليمن على الأصعدة كافة. وأشار إلى ضرورة دعم الدول المانحة موازنة الدولة وتوفير الخدمات الأساسية التي أصبح المواطن في أمس الحاجة إليها، من كهرباء ومياه وصحة وغيرها، مؤكداً أن إعادة إعمار ما دمرته الحرب والتعافي الاقتصادي سيخففان من معاناة اليمنيين التي فرضتها عليهم الحرب العبثية التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وجدد حرص الحكومة على إحلال السلام الدائم والعادل الذي يتطلع إليه اليمنيون. في شأن آخر، ناقش رئيس الوزراء اليمني مع محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي في الرياض أمس، آفاق الاستفادة من خبرات مؤسسة النقد السعودي لتقديم الدعم الفني للبنك المركزي اليمني، وتمكينه من أداء وظائفه ومهماته. وتم بحث الأولويات العاجلة لدعم تشغيل البنك المركزي اليمني من العاصمة الموقتة عدن بعد اتخاذ قرار نقله من جانب الحكومة الشرعية، ومساعدته في أداء وظائفه لتحقيق الاستقرار النقدي، والحفاظ على سعر العملة الوطنية عند الحدود المعقولة. وفي صنعاء، دعا الرئيس السابق علي صالح في كلمة أمام مؤتمر القيادات النسوية في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يترأسه، السعودية إلى الحوار مع الحوثيين، وذلك بعد ساعات من تناقل أنباء أنه أوعز لأنصاره بالتحرك إعلامياً ضدهم، وفضحهم أمام المواطنين بعدما أشارت تقارير إلى نيتهم اغتياله. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن صالح أعطى -خلال لقائه أعضاء من حزبه- الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لاستضافة المناوئين للحوثي وفضحه أمام المواطن اليمني «وتحديداً في ما يتعلق بالعلاقة مع إيران وبيع اليمن لها». إلى ذلك، أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين في صنعاء محمد آل جابر، ليل أول من أمس، عن صدور موافقة المقام السامي على فتح مكتب الشؤون القنصلية بمحافظة جدة لسفارة المملكة بصنعاء والقنصلية بعدن، وإصدار التأشيرات من المكتب، مشيراً إلى أن مكاتب الخدمات المعتمدة لدى السفارة بصنعاء والقنصلية بعدن ستتولى استلام الجوازات والوثائق وإرسالها إلى مكتب الشؤون القنصلية التابع للسفارة في جدة. وأوضح أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن وقنصليتها أنهتا الاستعدادات كافة لاستقبال طلبات اليمنيين وإنهاء الإجراءات الخاصة بالتأشيرات من دون أي تأخير من خلال فرق العمل في السفارة والقنصلية، مبيناً أن العمل سيكون إلكترونياً وعبر مكاتب الخدمات المعتمدة لدى السفارة بصنعاء والقنصلية العامة بعدن.