شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل بن معمر في المنتدى العالمي الرابع للحوار بين الثقافات الذي عقد في العاصمة الأذربيجانية باكو أخيراً، لمناقشة كيفية بناء مجتمعات متماسكة شاملة للجميع، وتقاسم وتحمل المسؤولية في الأمن البشري، وترسيخ قيم الحوار والتعايش واحترام الآخر ومكافحة التطرف والعنصرية. وأكد ابن معمر أهمية هذه المنتديات في «زيادة الوعي بقيم الحوار والتواصل على الصعيد الدولي»، لافتاً إلى نجاح الحوار في ترسيخ قيم التعايش سيسهم في تحسين الأمن البشري وتحقيق التنمية المستدامة، باعتبار أن الأمن البشري مسؤولية مشتركة. وقال ابن معمر في كلمة ألقاها: «ساهم مركز الحوار العالمي في إقامة برامج وفعاليات عالمية من خلال المؤسسين، ويحظى المركز بدعم عالمي من خلال جهود المملكة بتأسيس تحالف إسلامي وعالمي لمكافحة التطرف والإرهاب وترسيخ التعايش والسلام بين البشر، وجهود النمسا وإسبانيا في المحافل الدولية، ويساعد مجلس الأطراف قيادات دينية في مجلس إدارته من مسلمين ونصارى وهندوس وبوذيين ويهود، ومجلس استشاري عالمي مكون من أكثر من 60 شخصية من أعضاء المنظمات والهيئات الدينية العالمية». وشدد ابن معمر على أهمية تشجيع دعاة الحوار والسلام، قائلاً: «هناك أكثر من 5.5 بليون شخص لديهم هوية دينية أو تقاليد دينية، فالمنتمون إلى الدين الوسطي المعتدل هم دعاة مناسبون لنشر التسامح والاحترام وتعزيز التعايش»، مشيراً إلى استثمار المركز في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان لتوحيد الجهود وتعزيز المشتركات الإنسانية بين مختلف الديانات لترسيخ التماسك الاجتماعي وبناء السلام. وأشار الأمين العام للمركز إلى برامج ومشاريع المركز نفذها المركز، منها التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، والذي ساعد 300 مختص في وسائل الإعلام الاجتماعية على تنفيذ حملات ومبادرات لترسيخ التعايش وبناء السلام وتشجيع مئات الآلاف من أتباعهم في الإنترنت لمواجهة خطاب الكراهية وتعزيز الاحترام والتسامح». وقام المركز من خلال برنامج الزمالة بتدريب 100 مختص، من مناطق يسودها التوتر، في تدريب القيادات الدينية الشابة لمواجهة المستقبل بقيم الحوار والتعايش والتفاهم، ويستطيع المنظمون للبرنامج الحصول منح صغيرة لدعم مشاريع. وتم تنفيذ 60 مشروعاً بتدريب 3 آلاف من دعاة الحوار وبناء السلام. وذكر أن المركز سيطلق في عمان قريباً أول شبكة في العالم العربي من الكليات الدينية الإسلامية والنصرانية، تتضمن التدريب على الحوار بين أتباع الأديان في المناهج الدراسية ل18 مؤسسة تعليمية دينية مسلمة ونصرانية للمساهمة في ترسيخ الحوار وتعزيز التعايش بناءً على المشتركات الإنسانية لبناء السلام بين جميع فئات المجتمع تحت مظلة المواطنة المشتركة. وعن جهود المركز العام الماضي، قال ابن معمر: «نشط المركز العام الماضي في نيجيريا منصة إسلامية - مسيحية، تعمل على إعداد مشاريع تسهم في الحد من نشر الكراهية والتعصب، فيما يقوم المركز بالشراكة مع منظمات عالمية بإعداد برامج ومشاريع موجهة لتكون منصات حوارية دائمة بين مكونات تلك المجتمعات، ولتعزيز مساهمة القيادات الدينية في مساندة قرارات صناع القرار السياسي لتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء السلام».