كشفت الأمطار التي هطلت على منطقة الباحة أول من أمس (الأحد) عن سوء تنفيذ مشاريع تصريف المياه، مثيرة تساؤلات كثيرة بين أبناء المنطقة عن الخدمات والمشاريع التي رصدت لها ملايين الريالات ولم ترَ النور. فيما أكدت أمانة المنطقة أن الوضع «مطمئن وتحت السيطرة ولا يدعو إلى القلق». وشهدت الباحة ومدنها وقراها «مآسٍ تنذر بكارثة» بحسب الأهالي، الذين تساءلوا عن الخدمات «الغائبة كلياً»، ولماذا لم تنفذ مشاريع تصريف مياه الأمطار على رغم ما رصد لها من ملايين الريالات؟ وطالب الأهالي ب«لجان تحقيق ومعاقبة كل من تهاون في حجب وعدم تنفيذ المشاريع المعتمدة»، مؤكدين أن السيول حاصرتهم، وأتلفت مركباتهم لعدم وجود تصريف مياه، مناشدين بالإسراع في إيجاد حلول لأزمتهم التي عانوا منها طويلاً. بدوره، أوضح الناطق الرسمي للدفاع المدني في الباحه العقيد جمعان الغامدي أنه نتج من هذه الأمطار إيواء عائلة مكونة من سبعة أشخاص، وإخراج 20 مركبة بداخلها أشخاص من داخل تجمعات مياه، وإخراج ثلاث طالبات مع الباص العائد لجامعة الباحة للسنة التحضيرية بشهبة، وجريان وادي قوب وامتلاء سد وادي الملد تعدا المفيض، ومداهمة السيول خمسة منازل، وتم سحب المياه من الفرق الميدانية للدفاع المدني، وحدوث بعض التماسات الكهربائية في بعض المواقع وتم فصل التيار عنها من شركة الكهرباء، وسقوط ثلاث مركبات داخل حفر وتم إخراجها، ومداهمة السيول بعض المواقع التجارية وتم فصل التيار عنها حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، وسحب وشفط المياه من الشوارع الرئيسة من الأمانة، وتنظيف الطرق وإعادة الأوضاع من شركات الصيانة بإدارة الطرق بالمنطقة. مؤكداً أنه لم يسجل ولله الحمد أية إصابات أو وفيات. من جانبه، أوضح أمين الباحة علي السواط أن كميات كبيرة من الأمطار هطلت على المنطقة، وتسببت في إغلاق جزئي وكلي لأجزاء من بعض الطرق والشوارع والتقاطعات والمواقع الحرجة، لافتاً إلى قيام فرق الطوارئ بالتعامل السريع مع الحال المطرية من بدايتها، من خلال استنفار 12 مسؤولاً من قيادات الأمانة، وتوظيف أكثر من 150 عاملاً ومشرفاً و10 صهاريج كبيرة، و13 شيولاً وآليات أخرى، عملت على شفط المياه الراكدة وإزاحتها وفتح الطرق والشوارع المغلقة وإزالة الأتربة والصخور ومخلفات الانهيارات الرملية التي تكدست في مواقع عدة، وتم فتح جميع الطرق المغلقة في المدينة، وسيستمر العمل لتنظيفها وإزالة العوالق الترابية الموجودة فيها. وأكد السواط أنه تم حصر جميع المواقع الحرجة والمتضررة أثناء هطول الأمطار، لإيجاد الحلول الهندسية الملائمة لها من المختصين في الأمانة مستقبلاً، فيما تلقى مكتب البلاغات والطوارئ 73 بلاغاً من المواطنين، تم تمريرها إلى الفرق الميدانية التي تعاملت مع الحالات وعالجتها. وقامت قيادات الأمانة بجولات ميدانية على مواقع متضررة لمتابعة سير العمل، وطمأن أمين الباحة إلى أن الوضع العام «تحت السيطرة ولا يدعو إلى القلق»، مضيفاً أن حال وادي قوب الجهة الشمالية والجهة الجنوبية «مطمئنة ومنسوبه منخفض، وتتدفق المياه فيه بانسياب تام من دون عوائق وتصب في سدّ الملد من دون مشكلات تذكر». أمير المنطقة: توفير كل الإمكانات للمحافظة على الأرواح والممتلكات تابع أمير منطقة الباحة الدكتور حسام بن سعود، الحال المطرية، ووجه مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد أحمد الدليوي ب«تسخير الإمكانات البشرية والآلية كافة لخدمة المواطنين والمقيمين للمحافظة على سلامة الأرواح والممتلكات». وأوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في إمارة المنطقة خضر الغامدي أن أمير الباحة أكد على أعضاء اللجنة الرئيسة تنفيذ ما ورد في الخطة العامة لمواجهة أضرار الأمطار والسيول، مضيفاً: «أكد أيضاً على أمانة المنطقة، ومديرية الدفاع المدني، والطرق، والمرور، إجراء مسح كامل لجميع الطرق الرئيسة في المنطقة، وكذلك الطرق المؤدية إلى القطاع التهامي للتأكد من سلامتها».