كشفت وزارة الخارجية السودانية النقاب عن تلقي الخرطوم دعوة من دول أوروبية عدة، إلى لعب دور في مساعدة جنوب السودان والتخفيف من معاناته ودعم المتأثرين بالمجاعة، وطالبت تلك الدول بمتابعة أعمال اللجان المشتركة على المستويين الأمني والسياسي بين البلدين. وأكد وزير الدولة للخارجية السودانية عبيد الله محمد عبيد الله في تصريحات أمس، أن «السودان ظل يستقبل اللاجئين الجنوبيين ويقدم لهم المساعدات»، مبيناً أن ذلك يجد اهتماماً متعاظماً وأولوية قصوى من الحكومة السودانية على أعلى مستوياتها ومن كل قطاعات المجتمع. وأضاف أن «الدعم يأتي ضمن إطار العلاقات التاريخية مع شعب جنوب السودان واستجابةً للواجب الأخلاقي والإنساني تجاه المواطنين الجنوبيين». وأعرب عبيد الله عن أمله في أن تستقر دولة جنوب السودان بصورة أفضل مما هي عليه الآن. وتشهد العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان لمناقشة سبل تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الجانبين في أيلول (سبتمبر) 2012، وذلك بناءً على دعوة قدمها الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي. وتشكّل ملفات النفط والأمن والمعارضة في البلدين إحدى أبرز القضايا الخلافية بين الدولتين، إضافة إلى اتفاق «الحريات الأربع» الذي يمنح مواطني كل بلد حق الدخول إلى البلد الآخر بلا تأشيرة والإقامة والعمل والتملك. إلى ذلك، قالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان (يونميس) إنها نشرت قوات حفظ سلام بشكل موقت في بلدة أبروك بولاية أعالي النيل شمال شرقي جنوب السودان للمساعدة في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لنحو 50 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب أعمال العنف. وقال رئيس بعثة «يونميس» ديفيد شيرر في بيان صحافي، إن الهدف من نشر قوات حفظ السلام في هذه البلدة هو توفير الثقة للمجموعات العاملة في المجال الإنساني لاستئناف تقديم المساعدات لعشرات الآلاف من المحتاجين في أبروك ممَن فروا من أعمال العنف والقتال المستمر. وأضاف شيرر هناك حالياً نحو 50 ألف شخص يقيمون في بلدة أبروك والمناطق التي حولها عقب سلسلة اشتباكات دامية اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة، لافتاً إلى أن النازحين بحاجة ماسة لمياه شرب نظيفة لدرء خطر تفشي أمراض الإسهال والكوليرا والتي يمكن أن تؤدي إلى مقتل آلاف الأشخاص الضعفاء. وأشار إلى أن الهدف من عملية نشر قوات حفظ السلام المؤقتة هي تأمين عملية تسليم المساعدات الإنسانية والمياه للمحتاجين. من جهة أخرى، قالت الأممالمتحدة أمس، إن الحرب والمجاعة أجبرتا ما يربو على مليوني طفل في جنوب السودان على الفرار من ديارهم، ما أثار واحدة من أكثر أزمات اللاجئين إثارة للقلق. ونشرت «يونميس» قوات في أعالي النيل لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة. وقال فالنتين تابسوبا ممثل مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين في أفريقيا: «لا توجد أزمة لاجئين تقلقني الآن أكثر من جنوب السودان». ووفق بيان صادر عن كل من صندوق الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، يشكّل الأطفال نحو 62 في المئة من أصل أكثر من 1,8 مليون لاجئ من جنوب السودان وصل معظمهم إلى أوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان، فضلاً عن مئات آلاف آخرين نزحوا داخلياً.