رجح نائب رئيس هيئة «الغذاء والدواء»، لشؤون الغذاء الدكتور إبراهيم المهيزع، وجود علاقة بين استعمال المنتجات البلاستيكية، والإصابة بمرض السرطان، وبخاصة سرطاني المعدة، والمريء، مُستدركاً أنها «ليست السبب الوحيد، إذ يمكن أن ينتج المرض عن سبب مفرد مثل الأستعمال غير المسؤول للبلاستك، أو الهواء الملوث، أو التربة، أو الأشعة الكونية، أو الدخان، أو نمط التغذية، أوأسلوب الطهي، كما يمكن أن ينتج عن تظافر عدد من هذه الأسباب»، مشيراً إلى أن دراسات وإحصاءات عالمية، «أثبتت إلى درجة ما، علاقة التدخين، بسرطان الرئة». وشدد المهيزع، في تصريح ل»الحياة»، على أن «المواد البلاستيكية متى ما استعملت للغرض المُخصص لها، يحدث أقل ما يمكن من الضرر، والعكس صحيح، فمتى ما أسأنا استعمالها كانت نسبة حدوث الضرر أكبر»، لافتاً إلى وجود «عدد كبير من أنواع مواد البلاستيك الكيماوية، واختلاف خواصها، بحسب مكوناتها. وبعض هذه المكونات يُعطي كثافة عالية، أو منخفضة، أو ليونة للمادة، والبعض الآخر يمنحها اللون. كما يوجد ما يجعلها شفافة، أو ضبابية، وأحيانا مُعتمة لمنع نفاذ الضوء»، فيما توجد أنواع من البلاستيك تسمح بنفاذ الأكسجين، أو الدهون، أو الرطوبة موضحاً أن «لكل نوع منها تركيبة خاصة، تجعله مناسباً لاستعمال معين دون آخر، فنجد أنواعاً مخصصة للاستعمال الغذائي، وأخرى لصناديق النفايات، أو البناء، أو غيرها من الاستعمالات الحياتية». وتابع أنه «إذا كانت المادة صُممت وأُنتجت بغرض استعمالها للمواد الساخنة، فيمكن استعمالها لهذا الغرض، بحسب تعليمات التصنيع، وفي حال تم استعمال مواد مصنعة للمواد الباردة في أخرى ساخنة، فمن المؤكد حدوث الضرر». ونوه إلى أن مادة البلاستيك «تحوي عناصر يمكن أن تنتقل إلى المواد الغذائية، وكلما أسأنا استعمالها أدى ذلك إلى زيادة معدل انتقال المواد الكيماوية الضارة المكونة للبلاستيك إلى المادة الغذائية»، مؤكداً ضرر مثل هذه المواد، و»بخاصة على الأطفال»، مذكراً ب»منع الهيئة منذ فترة، استعمال نوع من الرضاعات البلاستيكية، لأن جزءاً من مكوناتها يمكن أن ينتقل إلى حليب الأطفال، ويسبب ضرراً لهم»، وبالمثل منع استعمال «نوعاً من الأكواب المُبطنة بطبقة شمعية، لأنها يمكن أن تذوب جراء الحرارة، وتنتقل هي الأخرى إلى الجسم، ناهيك عن أن المادة الورقية التي صنعت منها، كان مُعاد استعمالها، وتحوي أحباراً»، مشدداً على أنه «في حال تم استعمال مثل هذه المواد لفترة طويلة؛ فيمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية، كما يمكن أن تؤثر على النسل، ويمكن أيضا أن تتسبب بأمراض أخرى». وقال: « يفترض بأن تعمل الجهة المصنعة، التي تعرف خواص المادة ومكوناتها، على تحديد نوع المادة الغذائية، التي تتناسب مع هذه الخواص»، منوهاً إلى أن هيئة الغذاء والدواء، «ألزمت الجهات المستوردة لمواد الغذاء اثبات صلاحية مثل هذه المواد المستوردة للاستعمالات الغذائية، وبخاصة على العبوات المُعدة للتعبئة»، لافتاً إلى أن الهيئة «عممت على الغرف التجارية، بعدم استيراد مواد بلاستيكية لحفظ الأطعمة، من دون وضع علامة الشوكة والملعقة، أو الكوب، التي تؤكد صلاحيتها لهذا الغرض» منوهاً أيضاً إلى امتلاك الهيئة «مختبراً تعمل من خلاله على التأكد من التزام الجهة المُصنعة بهذه الاشتراطات». وحذر من استعمال المواد البلاستيكية المُعاد تدويرها، لافتاً إلى وجود «أنواع مأمونة الجانب، مُخصصة للأغراض الغذائية».