أكد الرئيس بشار الأسد أهمية استمرار المفاوضات بين إيران و«مجموعة 5 + 1» في شأن البرنامج النووي «بما يفضي الى تسوية ديبلوماسية تضمن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية للاستخدام السلمي». جاء ذلك خلال لقائه مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في شؤون السياسة الخارجية علي باقري في دمشق أمس. وأفاد بيان رئاسي أن الأسد اطلع من باقري على نتائج جولة المفاوضات التي أقيمت في جنيف مطلع الشهر الجاري بين إيران و«مجموعة 5+1» في شأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن «الرئيس الأسد شدد على أهمية استمرار هذه المفاوضات بما يفضى إلى تسوية ديبلوماسية تضمن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية للاستخدام السلمي»، كما أكد «وقوف سورية إلى جانب الشعب الإيراني في مواجهة العمليات الإرهابية التي يتعرض لها من حين لآخر، خصوصاً عمليات اغتيال العلماء الإيرانيين الإجرامية والهجوم الانتحاري الذي أودى أخيراً بحياة العشرات في مدينة جابهار جنوب شرقي إيران». وأشار الى أن اللقاء تناول «المستجدات في المنطقة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان، إذ أكد باقري أهمية العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بين سورية وإيران وعمق التعاون والتنسيق بين الجانبين لتعزيز أمن واستقرار المنطقة». وقال المسؤول الإيراني في اختتام زيارته التي تضمنت أيضاً لقاء مع وزير الخارجية وليد المعلم انه أجرى في دمشق «محادثات طيبة مع الرئيس الأسد تناولت المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وتوصلنا كما هو الحال في ما سبق إلى نتائج طيبة جداً وعملية باتجاه التعاون بين البلدين»، موضحاً: «نرى أن تيار المقاومة الذي هو التيار الرئيس السائد في المنطقة، بإمكانه أن يساعد باتجاه استتباب الاستقرار والهدوء في المنطقة. في يومنا هذا هناك الكثير من الدول في المنطقة التي تعتبر دعم تيار المقاومة هو السبيل الوحيد لحل قضايا المنطقة، في محور هذا التيار في المنطقة تقع سورية وإيران». وأشار الى أن «المحادثات مع الإخوة المسؤولين في سورية تطرقت الى المستجدات في ما يتعلق بالمفاوضات الأخيرة التي أجرتها إيران مع مجموعة خمسة زائد واحد، وعبر الإخوة في سورية عن أملهم في الإفادة من الظروف المؤاتية لمحادثات إسطنبول (المقررة الشهر المقبل) عبر اعتماد الإنجازات التي تحققت في مفاوضات جنيف 3». وزاد: «نعتقد أن جدول الأعمال الذي تم الاتفاق عليه في مفاوضات جنيف 3 بإمكانه أن يفتح السبيل لحل المشاكل المعوقة، وكانت حصيلة مفاوضات جنيف تتلخص في العبارة التالية: الحوار من أجل التعاون لبحث القواسم المشتركة. ونرى أن متابعة المفاوضات على أساس هذا الاتفاق الذي أشرنا إليه سيحقق إنجازات طيبة لجميع الأطراف المعنية». ورأى باقري أن «الاستراتيجية التي يعتمدها الجانب الآخر والقائمة على الحوار من جهة والضغط من جهة أخرى، لن تأتي بنتيجة، بل إنها ستدخل هذا الجانب في طريق مسدود وتزيد من نسبة الكلفة التي يدفعها. والحقائق القائمة حالياً في إيران تثبت صحة ذلك. كما تعلمون أن الدول الغربية أقرت حصاراً واسعاً وشاملاً ضد الشعب الإيراني خلال الأشهر الماضية، لكن في يومنا هذا، وكما تلاحظون، يتم في الجمهورية الإيرانية تنفيذ أكبر خطة للتطور الاقتصادي في تاريخ إيران، وهذا يدل على مدى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تتمتع به الجمهورية الإيرانية». لكنه أعرب عن الاعتقاد أن «حصيلة مفاوضات جنيف والاتفاق الذي توصلنا إليه هناك في مواصلة المفاوضات على أساس الحوار للتعاون من أجل البحث عن قواسم مشتركة، بإمكانه أن يكون مخرجاً للطريق المسدود الذي وصل إليه الجانب الآخر». وقال رداً على سؤال إن «الاستقرار في لبنان رهن بالوحدة الوطنية وتعزيز تيار المقاومة، وأي إجراء أو تحرك يمس هذه الوحدة الوطنية والمقاومة يصب باتجاه ما يريده الأعداء. إن أعداء لبنان يستهدفون في يومنا هذا الاستقرار في هذا البلد، لكننا نعتقد أن اليقظة والوعي اللذين تتحلى بهما الأطراف المختلفة والطوائف في لبنان، يحول دون تحقيق تلك الجهات المعروفة بأهدافها المشؤومة». وزاد: «إيران وسورية متفقتان وتتشاطران الرأي حيال ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية في لبنان، وعلى ضرورة تكريس وتعزيز المقاومة في هذا البلد». وأشار رداً على سؤال آخر الى أن الاغتيالات التي تمت بحق العلماء النوويين الإيرانيين في الفترة الأخيرة «تدل الى مدى تخبط أعدائنا. هم فشلوا في تحقيق أهدافهم من خلال تنفيذ المخططات والمؤامرات المختلفة ضد إيران، لذلك لجأوا الى هذه التحركات الإرهابية. لكن السؤال المطروح الذي ينبغي الإجابة عليه: ما هو الرابط بين القائمة الصادرة في قرار مجلس الأمن والتي تضم أسماء العلماء الإيرانيين النوويين والاغتيالات الأخيرة التي تمت؟ ما الذي حصل بحيث أن الإرهابيين أصبحوا هم الجهة المنفذة لقرارات صادرة عن مجلس الأمن؟». وأضاف: «الرأي العام في المنطقة والعالم يتساءل: من الذي زود إسرائيل بالأسلحة النووية؟ وشعوب المنطقة تتساءل: كيف أن أحد المسؤولين الأمنيين لإحدى البلدان الأمنية يعلن رسمياً وعلى الملأ أن من الضروري القيام بعمليات قائمة على معلومات الاستخبارية لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، وبعد مضي أيام عدة يتم اختيار عدد من العلماء الإيرانيين النوويين في طهران؟ على أي حال، نعتقد أن هذا السلوك المزدوج والكيل بمكيالين هو في الحقيقة أن القوى الكبرى تقوم بتقديم الدعم للتيارات الإرهابية في المنطقة»، مشدداً على أن الآخرين «بعد أن وصلوا الى طريق مسدود ولم يتمكنوا من الحصول على أي نتيجة من إجراءاتهم بحق الشعب الإيراني، لجأوا الى هذه الأساليب الدنيئة والبذيئة». الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية إن باقري استقبل أمس كلاً من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان عبد الله شلح، والأمين العام ل «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» أحمد جبريل.