أكد الدكتور عبدالله البطي أن الثقافة تبدو نوعاً من الرأسمال الحضاري والروحي، يكون المجتمع مستودعه والدولة حارسه، والمثقفون أبطاله والناس المستفيدين منه. مشيراً إلى أن كل ثقافة تتراوح بين الرغبة في الانفتاح على ثقافات أخرى، والتوق إلى الانغلاق على نفسها. وقال: «لا تستطيع ثقافة أن تؤكد خصوصيتها، من دون أن تتمنى إظهار اختلافها قياساً إلى الثقافات التي تقيم علاقة معها». وقدّم الدكتور البطي، في ورقة عمل بعنوان «ثقافتنا إلى أين؟ جدلية المحافظة والانفتاح» في نادي حائل الأدبي مساء الأحد الماضي، رؤيته حول تياري المحافظة والانفتاح. وقال: «لقد رأى التيار المحافظ ما آلت إليه الأمور في بلدان أخرى، انفتحت على الغرب فأصابها الانحراف في عقيدتها وفي أخلاقها، فتوصّل إلى أن أهم أسباب انحرافها هو انفتاحها على الغرب، وفتح الباب على مصراعيه لمنتجه الفكري والأخلاقي، وتوصلت إلى أنه يصعب غلق هذا الباب إذا تم فتحه، فالأولى إبقاؤه موصداً»، موضحاً أنه لا يمكن أن يقوم التيار المحافظ «بإعادة النظر في التعامل مع الثقافات الأخرى والاستفادة مما لديهم، بحثاً عن الحكمة ضالة المؤمن الذي هو أحق بها أنّى وجدها». وحول تيار الانفتاح تساءل: «ألا يمكن أن يدرك تيار الانفتاح أن أحادية النظرة وضيق الأفق، لا يختص بهما التيار المحافظ، بل هما صفتان عامتان في تيارات المجتمع بأسرها، ومن أهم أسبابهما التقصير في بناء آليات الحوار وقنواته، لأننا كمجتمع اعتدنا على تغطية الخلاف وستر التنوع».