هاجم رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران أمس، «منابر إعلامية مناوئة للحكومة». وقال في اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الذي ينتمي إليه، أن بعض الصحافة يخضع لأجندة مناهضة للحكومة تحركها أيادٍ في الخفاء. وشهدت أوضاع حرية الصحافة في المغرب تدهوراً ملحوظاً وفق منظمة «فريدوم هاوس» التي صنفته في المرتبة 147 عالمياً. وعزت مصادر مأذونة كلام بن كيران إلى انشغال الصحافة بتدني شعبيته، على خلفية استطلاعات رأي أشارت إلى أنه فقد حوالى 50 في المئة من شعبيته منذ توليه رئاسة الحكومة قبل عامين ونصف عام، لكن رئيس الحكومة أنحى باللائمة على زعامات حزبية معارضة، بخاصة من أحزاب «الاستقلال» و «الاتحاد الاشتراكي» و «الأصالة والمعاصرة». واعتبر أن مقتل الطالب الحسناوي المنتسب لفصيل التجديد الطالبي التابع لحزب «العدالة والتنمية» في جامعة فاس، يُعتبر بمثابة عودة لاستخدام العنف. وقال بن كيران أن الأيادي التي اغتالت الحسناوي «غارقة في العنف، متنكرةً لكل ما له صلة بهذا الوطن، رافضة المرجعية الإسلامية». ووصف مواقفها من قضيتي الوحدة الترابية والنظام الملكي بال «مشبوهة». ووجّه كلامه إلى الجهات المتورطة، قائلاً: «إذاً كفاكم الحسناوي ففيه نعمة، وإذا أردتم قتل آخرين تفضلوا»، ثم استدرك: «لن ننتهي بقتل واحد أو اثنين، فنحن فكرة ومشروع وبذور وحين تسيل دماؤنا تفعل فعلها في الأرض، كما يفعل الماء بالنباتات». وجدد رئيس الحكومة المغربية التزام حكومته التصدي لأعمال العنف في الجامعة. وأضاف أنه لن ينجر إلى العنف «هذا ليس منهجنا، نحن تحت الرقابة الصارمة منذ أكثر من 40 سنة، ولو ثبت علينا شيء لعرفه الجميع». اعتبرت مصادر طالبية أن بن كيران يغمز من جهة أوساط ربطت بين اتهام أحد قياديي «العدالة والتنمية» بالتورط في مقتل طالب يساري واندلاع المواجهات بين طلبة يساريين وإسلاميين وأدت إلى مقتل الحسناوي. إلى ذلك، انتقد بن كيران بشدة زعامات حزبية في المعارضة، بخاصة «الاستقلال» و «الاتحاد الاشتراكي» بشدة، مؤكداً أنه لم يأتِ إلى السلطة التنفيذية لتحقيق مكاسب مادية، بل لإقرار الإصلاح الشامل. ودعا مناصريه إلى التحلي بالنزاهة والورع والابتعاد عن كل ما هو غير قانوني.