ليس البرنامج التلفزيوني مجرّد تقنية، في البرامج الرياضية حاجة مضاعفة لحيوية التقديم التي يتوقف عليها وجود علاقة المشاهد بالبرنامج واستمرارها. يتعلق الأمر هنا بحجم المعلومات التي يملكها، وبخاصة حضور تلك المعلومات في اللحظة المناسبة وهي المتوافرة أصلاً في جهاز الكمبيوتر وتحتاج بداهة توظيفها في زمانها ومكانها بل وبالكيفية التي تمنحها صدقيتها ووقعها. في «صدى الملاعب» على شاشة «أم بي سي» تقوم حيوية التقديم في صورة أساس على التنويع: مزج ما هو عام من شؤون وتفاصيل كرة القدم بما هو فردي وخاص لضيوف البرنامج في لغة تتجاوز رتابة المألوف وتقليدية الالتزام الحرفي. معد البرنامج ومقدمه مصطفى الآغا لديه دائماً ما يقوله بطريقة أخرى وأسلوب مختلف. لافت هنا بالذات حضور مناخ خاص للتقديم يخلقه الآغا من اجتماع عناصر متعددة، من التركيز على العلاقة الشخصية بالضيف، إلى ملامسة خياراته المفضلة وحتى انحيازاته. هي جزئيات تبني المشهد خصوصاً أن الآغا يستفيد من تجربة الصحافة المكتوبة، إذ تحرص كل الصحف الكبرى أن يكون لها كتابها المحددين من خارج قائمة العاملين فيها. الآغا يواظب على استضافة «مجموعته» من النقاد الرياضيين والذين بات حضورهم نوعاً من المشاركة في البرنامج. أولئك يتنوعون ويتناوبون في حضورهم فنشاهدهم – غالباً – في الوقت المناسب الذي تحدده موضوعات الحوار ومناسباته. ثمة أيضاً حضور النجوم والمشاهير من خارج عالم كرة القدم الذين يستضيفهم، فيمنح حضورهم جاذبية خاصة تربط الرياضة بعوالم أخرى لها شعبيتها مثلما لها حضورها المتميز في مجالات عملها وابداعها خصوصاً عند الحديث عن أحداث ودورات كبرى لكرة القدم العربية أو العالمية. ليست المشاهدة التلفزيونية هنا «وصفة» ناجزة تحضر محددة ومكتملة بل مساحة حرة إلى حد كبير ومن حريتها بالذات تحقق اختلافها وتخلق حيوية العلاقة مع المشاهد الذي يحتاج إلى ما هو قادر على انتزاعه من همومه اليومية كما من تقليدية مشاهدات تصيبه بالإحباط والملل. على درجة كبيرة من الأهمية هنا الإشارة إلى أجواء المرح وخلق الابتسامة، وهي أجواء تجعل «صدى الملاعب» ينفرد بين برامج الرياضة وكرة القدم بالذات بكونه برنامج ألفة وله صلاته الوشيجة بنفسية المشاهد ومزاجه كي يكون رائقاً ومستعداً للمشاهدة والتفاعل الإيجابي.