مشوار طويل قطعه مصطفى الآغا مع الإعلام التلفزيوني الرياضي، بدأ من دمشق، وتحديداً من القناة الأرضية الثانية في التلفزيون العربي السوري. يومها اعتدنا أن نشاهد برنامجه الأسبوعي «ما يطلبه الرّياضيون» الذي كان يتيح لمشاهديه فرص استعادة أهداف أو لقطات رياضية أحبوها وعاشت معهم طويلاً. منذ تلك الإطلالة، عرف الآغا معدّاً ومقدّماً تلفزيونيا ًنابهاً وخفيف الظلّ، ما جعل حضوره على الشاشة الصغيرة يلقى قبول طيف واسع من المشاهدين العرب الذين يعشقون الرّياضة، ومنها بالتأكيد كرة القدم. مع ذلك فهذا الإعلامي الناجح أضاف لحضوره المميّز مع برنامجه الشهير «صدى الملاعب»، موضوعية تحسب له. وقد تجلّت في وقوفه الواعي على مسافة واحدة من كل الأندية والمنتخبات التي تناول مبارياتها بالنقد والتعليق، وإن كان المقصود هنا بالذات موقفه الموضوعي، الهادئ والمتوازن من لقاء الجزائر ومصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبل. نشير إلى ذلك الموقف بسبب حرص بالغ على أن تكون الرّياضة مساحة تفاهم ومحبّة، تجمع ولا تفرّق، وقد أحسن مصطفى الآغا ذلك، بل إنه مارسه بحنكة دفعته لأن يطلق اخيراً مبادرة جميلة ل «إزالة آثار» أم المعارك الكروية، والعودة بالجميع ومعهم إلى مساحات العقل، واحترام الآخر، والاقتناع فعلاً أن الرياضة فوز وخسارة. هو دور تتضاعف أهميته بسبب سقوط كثر من الإعلاميين الرّياضيين الذين أرادوا «أن يكحّلوها فعموها»، إذ جاءت «شروحاتهم» الرّياضية لتصب الزيت على النار، ولتكون بذاتها فتنة تباعد وتزيد التوتّر. حينها كتبنا هنا في هذه الزاوية نشجب ممارسات التحريض من بعض الإعلاميين. وحقٌ علينا بالمقابل أن نكتب لتحية من لم يفقد التوازن، وظلّ أميناً على الدّور والرّسالة، فأدّاهما بنزاهة، وبجماليات تليق بالإعلامي الناجح الذي يعرف أن الشاشة الصغيرة لا تحقق له النجومية من خلال الاستعراضية، ولكن بالمثابرة على الصعب، وبالحرص على المعلومة الصحيحة... وقبل ذلك وبعده بالتزام الموضوعية، والتفاني لتقديم المفيد في أكثر الأشكال جاذبية ومتعة، ما جعل متابعة «صدى اللاعب» تأخذ تصاعداً متزايداً اوصله الى تتويجه كأحد أهم البرامج الرياضية، وجعل مقدّمه ومعدّه مصطفى الأغا يتقدم الصفوف.