هددت «إدارات تعليمية» ناشطة في عدد من المحافظات السعودية أخيراً، المدارس التابعة لها ب «العقاب» حال التقصير في المحافظة على كتب المكتبة المدرسية، في خطوة وصفتها ب «المحافظة» على المال العام من الهدر. وقال مصدر مطلع ل «الحياة»: «إن هذه الخطوة تأتي بعد أن لاحظت الإدارات التعليمية اتجاه بعض المدارس إلى التخلص مما لديها من أوعية ثقافية (كتب - دوريات - مجلات) بدعوى قدمها وعدم الحاجة إليها، وانتفاء دورها في العملية التربوية والتعليمية بالمدرسة وتسليمها لمندوبي شركات الورق التي تشرف على عملها إدارة «اقتصاديات التعلم»، وذلك من دون إشعار أو تنسيق مع إدارة التجهيزات المدرسية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إدارات التعليم تعتبر ذلك خطأ فادحاً يستحق العقاب. وأوضح المصدر أن الإدارات التعليمية نبهت إلى أنه ينبغي أن يعلم الجميع مدى الكلفة المادية التي تتكبدها وزارة التربية والتعليم لتأمين هذه الكتب وأن إتلافها يشكل هدراً مالياً ليس له ما يبرره على حال من الأحوال، مفيداً أن الإدارات أكدت على أن المكتبات المدرسية تحتوي على كتب تعتبر من أمهات الكتب في مختلف العلوم والمعرفة والتي استغرق إمداد المدارس بها سنوات عدة، ومنها ما أصبح من الكتب النادرة بل إن منها ما تم التوقف عن طباعته فكان من الأجدى المحافظة عليها وعمل ما يلزم لها من صيانة وترميم وتجليد والإفادة منها لا التخلص منها على النحو العشوائي. وبين المصدر أن إدارات التعليم حذرت من الاعتقاد أن كتب المكتبة المدرسية تعتبر من العهد التي يمكن إتلافها أو استبدالها كالأثاث والأجهزة ونحو ذلك، موضحة أن هذا الاعتقاد خاطئ، إذ إن كتب المكتبة المدرسية تعد عُهداً مستديمة يلزم أن تبقى في المدرسة مهما تقادم عليها الزمن، كما أنها ليست من الأوراق المستهدفة بالجمع من قبل شركة تدوير الورق بل المستهدف تلك الأوراق التي ترى المدرسة أن لا حاجة إليها مطلقاً كالكتب المدرسية القديمة وغير ذلك، بشرط التنسيق مع إدارة اقتصاديات التعليم. وبناء على ذلك، لفت المصدر إلى أن إدارات التعليم شددت على جميع مديري المدارس وأمناء مراكز مصادر التعلم وأمناء المكتبات المدرسية بضرورة الالتزام بعدم إتلاف أي كتاب من كتب المكتبة المدرسية بأي حال من الأحوال إلا بعد بذل ما يلزم من جهد لصيانة وترميم وتجليد الكتب، وإذا تبين عدم إمكان ذلك فيجب تعبئة استمارة خاصة تتضمن أسماء الكتب التي يلزم إتلافها وإرسالها إلى إدارة التجهيزات المدرسية التي سترسل أحد مشرفيها لزيارة المدرسة للوقوف على مدى تلف الكتب، كاشفاً مطالبة إدارات التعليم بضرورة أن لا تتم عملية الإتلاف إلا بعد توقيع البيان من قبل مشرفي إدارة التجهيزات المدرسية، وفي حال خضوع مبنى المدرسة لأعمال صيانة أو إعادة التأهيل يلزم مدير المدرسة بحفظ الكتب في إحدى غرف المدرسة أو فصولها أو مرافقها، وذلك بعد التنسيق مع إدارة التجهيزات ومتعهد أعمال الصيانة، وإن تعذر ذلك فتنقل إلى المدرسة التي سينقل إليها الطلبة بشكل موقت أسوة بما سينقل من أثاث وتجهيزات أخرى.