دعمت جامعة أوريغون الأميركية النادي السعودي بمبلغ مالي بسيط، ما جعل الطلاب يهبون فزعة بمالهم وجهودهم لإتمام حفلة الليلة الثقافية السعودية الأولى في مقاطعة يوجين بولاية أوريغون، خصوصاً بعد الإعلان عنها داخل الحرم الجامعي وفي الولايتين المجاورتين لأوريغون (كاليفورنيا، وواشنطن). وقال رئيس النادي السعودي في يوجين عبدالرحمن الجعفري ل «الحياة»: «واجهتنا صعوبة مالية، خصوصاً أن الحفلة قائمة على موازنة بسيطة صرفتها لنا الجامعة (university of Oregon) وجهود الطلاب». وعلى رغم الربكة المالية التي مرّ بها النادي، التي أزعجت القائمين على الحفلة، إلا أن روح الفريق الواحد كانت حاضرة في التنظيم، كما أن فقرات الحفلة تنوعت بين عرض فني مصوَّر للحياة في الربع الخالي، وعزف موسيقي، وستاند أب كوميدي، وإنشاد على طريقة موال حجازي، ورقص يحاكي السامري والعرضة النجدية والمزمار الحجازي. وبعد أن استهلت الحفلة مقدمة البرنامج وداد مهدي بآيات من القرآن الكريم، شرح زميلها في التقديم منصور البدران ذلك باللغة الإنكليزية، ثم رحب عبدالرحمن الجعفري بالحضور المتنوع من طلاب سعوديين وأجانب، وبعدها عرض المصور فهد الدعجاني رحلته مع أربعة أميركيين في الربع الخالي بالصور، وشرح المواقف التي حدثت لهم حين غاصت عجلات مركبتهم في الرمال. وحظي الموسيقار ناصر موسى بتصفيق حار متواصل من الجمهور وهو يتلاعب بأوتار العود بعزف عربي وأحياناً يحاكي العازف الراحل طلال مداح، كما أطرب الحفلة المنشد رامي المزروعي بأبيات تحكي قصة الابتعاث والغربة والطموح التي ينشدها الطلاب في مواصلة دراستهم، وتطرق الكوميدي المصري أحمد أحمد إلى عدد من القضايا وهو يضحك الجمهور، مثل واقع العرب بعد 11 أيلول (سبتمبر) وطبيعة التأخير في المواعيد. وتفاعل الحضور مع رقصة السامري والمزمار الحجازي، وتراقص الطلاب مع الفولكلور النجدي والحجازي، ما أدهش الحضور من الجنسيات الأخرى، إذ قال الجعفري: «رأينا علامات الاندهاش والفرح على أوجه الضيوف الأميركيين والأجانب»، مشيراً إلى أن الحضور خرجوا بصورة إيجابية عن السعودية وثقافاتها. وأضاف أن الليلة السعودية في يوجين تعد الأولى من نوعها التي تعقد في جامعة أوريغون، وشكلت حلقة تواصل بين الطلاب السعوديين والأميركيين، مؤكداً أن مثل هذه الأمسيات فرصة للطلاب السعوديين للتعريف بثقافتهم وتراثهم. ولفت إلى أن «هناك فقراً كبيراً لدى المجتمع الأميركي في المعرفة عن الثقافة السعودية والعربية، «حرصنا أن نكون بسيطين في طرح نموذج من الثقافة السعودية بأسلوب ممتع وبجهود شباب سعوديين»، مشدداً على أن المبتعثين قادرون على تمثيل المملكة ورفع اسمها بين الحضارات الأخرى. وفي نهاية الحفلة كرم النادي السعودي المشاركين في الفعاليات ومنهم الزميل أحمد المسيند.