مع اقتراب الاختبارات في السعودية، تزداد المخاوف من لجوء الطلبة إلى تعاطي المخدرات ومستنشقات حذرت منها الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بشكل متكرر، كان آخرها ظهوراً بخاخ الملابس «الفضفاض» سريع الاشتعال، والذي تسبب في حوادث خطرة لمستنشقيه. وطالبت الأمانة العامة الآباء والأمهات ب«الاهتمام ورعاية الأبناء وتحذيرهم من تعاطي المخدرات والمستنشقات، وخصوصاً في أوقات الامتحانات والتواصل معهم باستمرار». وأوردت اللجنة مقطعاً يتحدث فيه أمينها العام عبدالإله الشريف، الذي أشار إلى جهل كثير من الآباء بادمان أبنائهم على استنشاق «الفضفاض» الذي لا يخلو منه منزل، باعتباره بخاخ يمنع التصاق الملابس في الجسم. إلا ان الشريف أشار إلى كثير من حالات الإدمان التي لا تصل إلى الأجهزة الأمنية، وينقل هؤلاء الأطفال إلى المستشفيات، لاستنشاقهم تلك المواد في سياراتهم، ما يتسبب في حدوث انفجار في حال اقتراب مواد مشتعلة منها. وأكد المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس» أن «المخدرات بالاستنشاق تؤثر على عملية التنفس وقد تسبب الإغماء والغيبوبة أو الموت، وقد يتعرض مستخدموها للمرة الأولى إلى خطر الموت المفاجئ». وتسبب إدمان طلاب غاز «الفضفاض» في حرائق خلال السنوات الأخيرة بعدما انتشر بين من هم أقل من 18 عامأ، إذ يعمدون إلى استنشاقه داخل السيارة من دون وجود تهوية، ليترافق ذلك مع إشعال أحدهم سيجارة، ما قد يتسبب في انفجار داخل السيارة واصابتهم. وجاء تحذير «نبراس» من «الفضفاض» بعد أيام من تحذير مماثل من مخاطر استنشاق صمغ «الباتكس»، مشيرة إلى أنه يتسبب في «الاعتلال العصبي والفشل الكلوي لاحتوائه على التولوين والهكسان وخلات الإيثيل وبعض الجزيئات البترولية». وينتشر «التشفيط» أو إدمان الغراء والمذيبات والعطور والغازات، باعتباره «مخدرات الفقراء»، ويظهر غالباً بين طلاب المدارس، وتزداد وتيرة الإقبال عليها وخصوصاً في فترات الاختبارات، كونها لا تثير الشبهات، إذ يمكن الحصول عليها من المحال العادية، وتعد أرخص ثمناً من المخدرات، وسعرها لا يتجاوز الريالات. وتزداد خطورة تلك المستنشقات في ظل جهل الآباء بالسلوكيات التي تظهر على أبنائهم، إذ تصيب مستنشقها بداية بالدوار، والهلوسات البصرية، والشعور بالغثيان، وقد يؤدي استنشاق كمية كبيرة منها إلى الوفاة بسبب دخول الأبخرة إلى الرئتين والدم، إضافة إلى الإصابة بالعمى. وتتعدى مخاطر «الفضفاض» كونه مادة إدمان إلى تسببها في حوادث خطرة لشبان خلال الشهور الماضية، إذ تعرض أربعة إلى حروق قوية في شهر شباط (فبراير) من العام الماضي، بعدما انفجرت سيارتهم إثر تشبعها بغاز «الفضفاض» أثناء استنشاقهم لها. وأظهر أحد الشبان مخاطر تلك المواد التي تترك داخل السيارات، في مقطع مصور عرض فيه سيارته لأشعة الشمس وداخلها بخاخ «الفضفاض»، وانفجرت العبوة محطمة زجاج السيارة، لأن تلك المواد لا تتحمل درجة حرارة عالية. وفي مقطع آخر، يظهر فيه شابان في سيارة تندلع فيه النيران فجأة بعد اشغال أحدهما ولاعة، قيل إنها بسبب تسرب غاز «الفضفاض» فيها من دون علمها. التحذيرات تثير جدلاً .. والبعض يعتبرها «ترويجاً للإدمان» إلا أن التحذيرات من إدمان «الأصباغ» و«الفضفاض»، أثارت جدلاً بين سعوديين، بعضهم رأى فيها «تحذيراً ضرورياً للتوعية من الآباء والأمهات بشكل خاص»، ومنهم من رأها «ترويجاً للإدمان بأنواع أخرى مجهولة»، في الوقت نفسه أبدى بعضهم استغرابهم من انتشار هذا النوع من الإدمان. ورفض المغرد فهد هذه الطريقة في التحذير، وكتب: «طريقة إعلاناتكم توضح للأجيال المقبلة أن المخدرات هي سبب نجاح من قبلهم»، مشيراً إلى وجود «فئات لا تعلم شيئاً عن تلك الأساليب»، وكتب آخر: «الآن سيلجأ المدمنون إلى بديل». وكتب سليمان في الاتجاه نفسه «أنتم تعلمون الجاهل كيف يشفط وكيف يسكر»، فيما رأتها إحدى المغردات «تهويلاً مبالغ فيه يتسبب في إدمان المراهقين على شيء كانوا يجهلونه». بينما رأى مغردون تلك التحذيرات «إيجابية»، لأنها ستساهم في «تثقيف الناس بسلوكيات الأطفال لاصطيادهم حتى لا تخرب بيوتهم من المخدرات»، فيما رفضها البعض، لأن فيها «اتهاماً لمنتجات شركات تجارية بشكل علني وبالاسم الصريح وهذا يندرج تحت الجرائم المعلوماتية».