أعلن الرئيس دونالد ترامب أمس انطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبدياً خلال استقباله الرئيس محمود عباس، تفاؤلاً بالوصول إلى اتفاق بين الجانبين، مشيراً إلى أن هذا الهدف «قد لا يكون صعباً مثلما يتصور البعض»، في حين توقع خبراء نمطاً حذراً وبطيئاً لأي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة تقودها واشنطن، مع العمل على ضمان مظلة عربية خلف الجانب الفلسطيني. وفي لقائهما الأول في البيت الأبيض، استقبل ترامب الرئيس الفلسطيني أكثر من ساعة، أدليا بعده ببيان من قاعة روزفلت، وخلفهما العلمان الأميركي والفلسطيني. وقال ترامب: «بعد اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سنبدأ اليوم العملية، وسننجح في التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». ولمح ترامب إلى زيارة أخرى لعباس إلى واشنطن لاحقاً في إطار جهود السلام، وقال: «أتطلع لاستقباله ثانية في حال توصلنا إلى إبرام اتفاق»، ولفت إلى زيارة عباس البيت الأبيض منذ 24 عاماً، حين وقع الجانب الفلسطيني اتفاق أوسلو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين خلال رئاسة بيل كلينتون. وركز ترامب في ترحيبه بالرئيس الفلسطيني على الشراكة الأمنية بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية من جهة، وبين السلطة الفلسطينية وواشنطن من جهة أخرى. وقال: «إنهم يعملون في شكل جيد جيداً، ونحن سنواصل بناء شراكتنا مع قوات الأمن الفلسطينية لمواجهة الإرهاب وهزيمته». وربط ترامب عملية السلام بهزيمة «داعش»، وأكد أنه «لا سلام إذا لم يتوقف التحريض على العنف والكراهية»، وهو بند سيسعى الجانب الأميركي إلى الضغط فيه على عباس لتعديل المناهج الدراسية الفلسطينية ووقف التحريض واللغة المعادية لإسرائيل. وأكد عباس أن هناك «فرصة كبيرة للسلام، وأتطلع للعمل مع ترامب لتحقيق صفقة السلام التاريخية»، واعتبر أن «حل الدولتين يعطي تحقيق مبادرة السلام العربية دفعة قوية»، معتبراً أن «السلام سيتيح الفرصة لإسرائيل لإقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية». وطالب عباس إسرائيل ب «الاعتراف بفلسطين دولة كما يعترف الفلسطينيون بإسرائيل، وحان الوقت لأن تنهي إسرائيل احتلالها الشعب الفلسطيني وأراضيه»، وأبدى تفاؤلاً في إيجاد حلول لقضايا الحل النهائي، بينها الأسرى واللاجئون. وأضاف: «خيارنا الاستراتيجي حل الدولتين، دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل، تعيش بأمن وسلام». وكان المبعوث السابق للسلام دنيس روس أبلغ «الحياة» ب «عدم وجود أفق في المدى المنظور لاتفاق قريب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إنما يمكن البدء بخطوات صغيرة وتحسين المناخ التفاوضي والإقليمي». وشدد مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، على أن موقف ترامب الحاسم من المسائل الديبلوماسية قد يحرك جليد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال: «بعض الناس يصفون ترامب بالشخصية المدمرة. أؤكد أنهم محقون»، ونوه ببراعته وقوته في التفاوض. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى في واشنطن أول من أمس المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات، وحصل خلال اللقاء بحث تطورات عملية السلام. ويتم الحديث في واشنطن عن لقاء محتمل بين عباس ونتانياهو خلال زيارة متوقعة لترامب إلى المنطقة نهاية الشهر. وحضر الغداء بين ترامب وعباس كبار مستشاريهما ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى جانب ماكماستر ونائبه دينا باول، وعن الجانب الفلسطيني رئيس هيئة المفاوضات صائب عريقات ورئيس الاستخبارات ماجد فرج.