شهدت مدينة رام الله أمس تظاهرة شعبية ضخمة تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لليوم الثامن عشر على التوالي. وفيما اتسع نطاق التضامن عربياً ودولياً، انضم حوالى 50 أسيراً لإضراب «الحرية والكرامة». وتدفقت أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف مناطق الضفة الغربية إلى ميدان نلسون مانديلا الشهير في رام الله، حيث أقيم مهرجان تضامني مع الأسرى. وقالت فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي الذي يقود الإضراب: «يتعرض الأسرى الفلسطينيون لتمييز عنصري بموجب القانون الإسرائيلي، شبيه بالتمييز العنصري في عهد نظام الفصل العنصري البائد في جنوب أفريقيا». وأضافت أن «السجين الأمني اليهودي يحظى بحقوق واسعة مثل الاتصال اليومي مع عائلته، واستقبال عائلته بصورة مباشرة، وحق الزواج والإجازة والتعلّم وغيرها وهو ما لا يحظى به أي أسير فلسطيني». وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني: «هناك أسرى فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية، من فلسطينيي الداخل، مثل الأسير كريم يونس، الذي أمضى 36 عاماً متواصلة في الأسر، لكنهم لا يحظون بأي حقوق شبيهة بالحقوق التي يحظى بها السجناء اليهود». وأضاف: «على سبيل المثل، فإن قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، تزوج في السجن، وكون أسرة، حيث يلتقي بزوجته في خلوة لفترات طويلة، ولديه أطفال، ويستطيع أن يتحدث إلى زوجته وأطفاله هاتفياً لمدة ساعتين كل يوم، وهذا الأمر غير متاح للأسير كريم يونس رغم أن كليهما يحمل الجنسية الإسرائيلية». وأقرت إسرائيل مئات القوانين العنصرية للفصل بين الفلسطينيين واليهود في دولة إسرائيل. واتسع نطاق التضامن الشعبي مع إضراب الأسرى، ليشمل الجامعات والمدارس والبلديات والأندية الرياضية والنقابات والصحافيين والشركات، ونظمت مؤسسات ونقابات وشركات وأندية فلسطينية في الضفة وغزة سلسلة أنشطة داعمة الأسرى، اشتملت على شرب الماء المالح تضامناً معهم. وأمّ مئات الفلسطينيين أمس خيمة التضامن الرئيسية وسط مدينة غزة. كما تواصل التضامن مع الأسرى الفلسطينيين عربياً ودولياً، وشاركت فيه الجاليات الفلسطينية في الخارج، وشخصيات فنية وإعلامية بارزة في العالم العربي، ومؤسسات وشخصيات دولية. في غضون ذلك، أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع، ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى انضمام حوالى 50 أسيراً لإضراب «الحرية والكرامة» أمس. وأوضحت الهيئة أن بين الأسرى الذين انضموا إلى الإضراب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، ونائب رئيس الهيئة القيادية لأسرى حركة «حماس» عباس السيد، ورئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي زيد بسيسي، والأسرى نائل البرغوثي، وحسن سلامة، والصحافي محمد القيق. كما انضم إلى الإضراب ثلاثة أسرى أردنيين، هم: رياض صالح، وعب الله أبو جابر، ورأفت العسعوس. وقالت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن مصلحة السجون الإسرائيلية واصلت «التصعيد ضد الأسرى المضربين عن الطعام، لا سيما عمليات النقل التي طاولت المئات منهم، بهدف إنهاكهم والنيل من عزيمتهم». وأردفت أن «الأسرى المضربين من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين قرروا الامتناع عن شرب الماء اعتباراً من السابع من الشهر الجاري، إن لم تبحث مصلحة سجون الاحتلال مطالب الأسرى في شكل جدي». وأكد الأسرى أن «القرار جاء رداً على إجراءات مصلحة سجون الاحتلال، ومحاولتها كسر الإضراب والالتفاف على مطالبنا العادلة». ويتناول الأسرى المضربون الماء والملح فقط، ويرفضون تناول أي فيتامينات أو مكملات غذائية. كما يرفض الأسرى المضربون التوجه إلى عيادات السجون أو المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج. ويواصل الأسرى معركة «الحرية والكرامة» في سجون الاحتلال، للمطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم مصلحة السجون الإسرائيلية منها، التي حققوها سابقاً من خلال خوض عدد من الإضرابات على مدار سنوات طويلة.