بعد أن دعت وزارة الصحة مديريات الشؤون الصحية في مناطق جازان وعسير ونجران لأخذ الحيطة من مرض غامض أدى إلى وفاة أكثر من 8 حالات وإصابة مئات آخرين في محافظة يمنية محاذية لقرى سعودية، وأن أعراضه حمى شديدة وألم في المفاصل واضطرابات هضمية، يعيش أهالي تلك القرى الحدودية مخاوف من انتقال المرض الذي أطلقوا عليه اسم «المكرفس» من خلال عبور المتسللين وحتى المواطنين ممن تربطهم صلات قرابة ومصالح تجارية بالمحافظة اليمنية، للحدود بشكل يومي أو أسبوعي. وأشار أحد الوافدين (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن ضحايا المرض هم الفقراء ممن يعيشون في بيوت الصفيح وفي العشش، لأنهم لا يجدون رعاية طبية، ما يسهل انتشار الأمراض بينهم، لافتاً إلى أن المرض يسمى محلياً «بالمكرفس»، ويشبه أمراض البرد في البداية، وأنه إذا لم يجد المصاب الرعاية الصحية تتطور الحالة إلى الوفاة كما حصل في بعض البيوت في المنطقة مثل بيتي الفقيه والخوخة. وذكرت إحدى المقيمات أن المرض ليس غامضاً، وأنه يحل ضيفاً ثقيلاً كل عام على الناس المعدمين، وأن غالبية وفياته من كبار السن والأطفال، ومن يعاني من مرض، كما حدث لواحدة من قريباتها التي توفيت أثناء محاولة عائلتها عبر الحدود قبل شهر، بعد أن كانت تعاني من مرض التهاب الكبد، وعدوى «المكرفس»، مشيرة إلى أن بقية أفراد عائلتها لم يصابوا بأذى لأنهم أصحاء البنية، ففشلت محاولة «المكرفس» اختراق أجسادهم فعادوا إلى قريتهم. وقال المواطن (م.ك): « حين قرأت الخبر كنت أتخوف أن يكون وباءً كحمى الوادي المتصدع، وأطلب من إخوتي المواطنين التخفيف من الذهاب لليمن إلا للضرورة القصوى، حتى لا تنتقل العدوى إلى السعودية». فيما لفت أحد أعيان القرى الحدودية عبده مجرشي إلى أن رجال الأمن استطاعوا في الآونة الأخيرة الحد من عمليات التسلل إلى قرانا، وأنه لا مجال لنقل المرض عن طريقهم، خصوصاً أن هناك أجهزة متطورة تكشف المتسللين.