حمّل الرئيس محمود عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مسؤولية فشل المفاوضات، في وقت بدأت منظمة التحرير الفلسطينية اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإقناعها بدعم مشروع قرار عربي سيرفع الى المجلس لإصدار قرار يدين الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ويطالب بوقفه. والتقى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير أمس سفراء وقناصل وممثلي كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا، وأطلعهم على فحوى مشروع القرار وطالبهم بدعمه. وقال ل «الحياة» انه التقى كلاً من القنصلين الفرنسي العام في القدس فريدريك ديساغنيوس، والبريطاني السير فنسنت فين، وممثل روسيا لدى السلطة سيرغي كوزلوف، وأطلعه على مضمون مشروع القرار الذي قال إن منظمة التحرير ستقدمه الى مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة. وأضاف: «إن إصدار قرار كهذا من مجلس الأمن سيسهم في الحفاظ على عملية السلام، ومبدأ الدولتين». وأكد عريقات أن الحكومة الإسرائيلية قامت منذ أيلول (سبتمبر) الماضي ببناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، وأنها قتلت 29 فلسطينياً وجرحت 302 مواطن، وهدمت 40 منزلاً واعتقلت 813 فلسطينياً وقامت ب 1591 اقتحاماً لمناطق السلطة الفلسطينية. وأضاف أن إسرائيل «تواصل أعمال البناء في جدار التوسع والضم في 19 منطقة في الضفة، بما فيها بيت جالا، والولجة، وعابود، وبلعين، والعيزرية، وجيوس، وترقوميا، وبيت حنينا، وواصلت فرض حصارها الظالم على قطاع غزة الذي أصبح 65 في المئة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر، و80 في المئة من أبناء شعبنا يعيشون على معونات ومساعدات المنظمات الدولية». ودعا «الإدارة الأميركية الى تحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن فشل مساعيها لإبقاء المحادثات المباشرة، بدلاً من أن توجه انتقادات لمساعي منظمة التحرير لاستصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد عدم شرعية الاستيطان». عباس من جانبه، قال عباس أمس لدى مشاركته في فعاليات عيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم إن «نتانياهو الذي يفضل الاستيطان على السلام هو العقبة أمام صنع السلام، وهو الذي يضع العراقيل في طريق السلام». وأضاف: «نتانياهو لو أراد فعلاً أن يسير في خط السلام، كان على الأقل فضل السلام على الاستيطان». وتابع: «الولاياتالمتحدة حاولت منذ مجيء الرئيس (باراك) أوباما إلى السلطة أن توقف الاستيطان، لكن نتانياهو رفض، ونحن نعرف أن هناك موقفاً أميركياً واضحاً، لكن هذه الأيام لم نعد نسمعه، ونتمنى أن نسمعه في المستقبل». وقال عباس انه قدم مواقفه مكتوبة في شأن الحل السياسي الممكن عبر الجانب الأميركي، لكنه لم يسمع أي رد من الجانب الإسرائيلي. وجدد التأكيد على تمسكه بخيار السلام القائم على الشرعية الدولية، وقال: «مستعدون للذهاب إلى السلام على أساس الشرعية الدولية، وعلى أساس خطة خريطة الطريق التي قبلنا بها، بما فيها مبادرة السلام العربية، وعلى أساس الأرض في مقابل السلام، وعلى أساس حدود عام 1967، وعندما تقوم الدولة الفلسطينية ستكون خالية من أي وجود إسرائيلي». ورأى أن جميع قضايا الحل النهائي يجب أن يحل بحسب قرارات الشرعية الدولية، كقضية اللاجئين، مشيراً الى أن إسرائيل حاولت إزالة قضية اللاجئين عن الطاولة، لكنها فشلت. وأضاف: «قضية اللاجئين يجب أن توضع على أساس مبادرة السلام العربية التي تقول انه يجب حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً ومتفق عليه، ولا تستطيع إسرائيل ولا أميركا ولا أي كان أن يرفض ذلك ... نجلس على الطاولة ونناقشها، كذلك بقية القضايا، ونحن من جهتنا منفتحون تماماً وراغبون تماماً في الحل السياسي، وأن لا نرى استيطاناً في أرضنا». وقال إن «الحكومة الإسرائيلية تتحمل وحدها مسؤولية انهيار محادثات السلام بإفشالها الجهود الأميركية لوقف الاستيطان». وأضاف إن محاولة إسرائيل «البحث عن قنوات خلفية وثانوية واتهامي بعرقلة مساعي السلام، ليست سوى أساليب خداع مارستها الحكومات الإسرائيلية لإلقاء اللوم على الجانب الفلسطيني وشرخ الإجماع الفلسطيني في شأن وجوب وقف كافة النشاطات الاستيطانية، وبما يشمل القدسالشرقيةالمحتلة».