طالب رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي العشائر بأن تكون عوناً للمصالحة الوطنية في البلاد، وأن تعمل على ترسيخها بين مختلف مكونات المجتمع. وقال النجيفي في كلمة ألقاها في «المؤتمر الأول لتحالف العشائر العراقية» الذي عُقد في بغداد أمس، إن «المنعطف الحاسم الذي تمر به البلاد في المرحلة الحالية يستوجب التكاتف بين جميع العراقيين لدعم مشاريع المصالحة الوطنية». وأوضح أن «الوضع الحالي يدعونا إلى ترشيد الفعل الفردي والجماعي إذا انحرف وتسللت إليه الخطيئة، وإعطاء النصيحة لمن يحتاجها للحفاظ على وحدة بلادنا». ودعا العشائر إلى أن تجعل مضايفها ومضاربها «للعراق كله، لا للعنصرية والطائفية». ولفت إلى أن «التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة الجديدة والعملية السياسية في شكل عام في المرحلة المقبلة يتركز على إعادة البناء والإعمار، وهذا الأمر يتطلب تكاتف الجميع في محاربة الفساد والعمل بروح الوطنية». وخاطب شيوخ العشائر المشاركين في المؤتمر قائلاً: «علينا أن نشد الأحزمة لخوض معركة حاسمة، وهي إعادة بناء الاقتصاد الوطني ودعم المؤسسات الدستورية واستقلال القضاء، وسيكون مجلس النواب خيمتكم وستجدون فيه عقولاً وأشخاصاً يعينونكم لرفع الغبن عن أي مواطن». من جهته، أكد الشيخ بسام صقر مهلهل أحد شيوخ عشيرة زوبع أن «العشائر العراقية تربطها مشتركات وطنية واجتماعية يجب أن تحافظ عليها لتتمكن من أن تلعب الدور المناسب في المرحلة المقبلة». وأوضح أن «العشائر كان لها دور كبير في محاربة المظاهر المسلحة الخارجة على القانون في البلاد وتقديم الدعم اللازم للملف الأمني، ومرحلة البناء ستستلزم دوراً أكبر منها». وتحدث عن الروابط الدينية والاجتماعية التي تربط العشائر العراقية، قائلاً إنها «تجمعها أصول واحدة، وتحركها باتجاه تعزيز المصالحة الوطنية سيكون له أثر كبير على العملية برمتها»، معتبراً أن «التوافق السياسي الذي تم بين الكتل سيكون منطلقاً مهماً للمصالحة في البلاد». واعتبر الشيخ محمد الونان أحد شيوخ عشيرة العكيلات قضية المصالحة الوطنية «ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية يمكن أن تسهم في ترسيخ الوحدة الوطنية في البلاد باختلاف مذاهب السكان وأديانهم وانتمائهم العرقي». وطالب الحكومة الجديدة ب «منح العشائر دوراً رئيساً في عملية المصالحة»، كما دعا شيوخ العشائر إلى «التحرك الجدي لتعزيز دورهم في العملية». وحضر المؤتمر مجموعة من شيوخ العشائر من مختلف المحافظات العراقية، وبعض رؤساء منظمات المجتمع المدني المهتمة بالمصالحة الوطنية. والمؤتمر هو الأول للعشائر في بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة الأسبوع الماضي.