واصل مئات الأسرى الفلسطينيين أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي، ما يظهر إصرارهم على المضي قدماً حتى تحقيق مطالبهم التي تتنكر لها حتى الآن مصلحة السجون الإسرائيلية، في وقت أعلن الناطق باسم مصلحة السجون عساف ليبراتي أن عدد المضربين عن الطعام انخفض من 1300 أسير إلى 870 أسيراً. ويتناول معظم الأسرى المضربين فقط مياه الشرب ممزوجة بملح الطعام ويرفضون تناول أي فيتامينات أو مكملات غذائية. كما يرفض عدد من الأسرى تناول الماء، ويمتنع عن تناول الأدوية أو التوجه إلى عيادات السجون. وتلتزم الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون الصمت إزاء الإضراب الذي دخل أمس الأسبوع الثالث بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» النائب مروان البرغوثي. ويشارك في الإضراب قياديون من عدد من الفصائل، في مقدمهم الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أحمد سعدات، وعميد الأسرى كريم يونس، وعدد من قياديي «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، وحركة «حماس». وشدد يونس أمس في رسالة موجهة إلى الشعب الفلسطيني على أن الأسرى ماضون في الإضراب حتى النهاية. وقال في شريط فيديو صوره ناشطون بآلة تصوير هاتف خليوي في المحكمة، وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي: «ماضون في الإضراب ولو خرجنا جثثاً». وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين، إن يونس الذي فقد من وزنه 10 كيلوغرامات، بدا في حال صحية متدهورة عندما ظهر أمس خلال جلسة للمحكمة المركزية الإسرائيلية في مدينة حيفا. إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن زيارات مندوبيها للمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام لا تزال مستمرة. وقالت إن «فرق اللجنة الدولية زارت المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن كتسيعوت (النقب) أول من أمس». وأضافت: «بهذه الزيارة تكون اللجنة زارت الغالبية الساحقة من المعتقلين المضربين عن الطعام، كما تجري زيارات إضافية خلال الأسبوع الجاري». وأوضحت أن «الهدف من هذه الزيارات ضمان احترام حقوق المعتقلين المضربين عن الطعام واحترام كرامتهم وسلامتهم الجسدية كمرضى أولاً ومن ثم كمعتقلين». ولفتت إلى أنها تدرك «القلق والضغط النفسي الذي يعيشه أحباء المضربين عن الطعام»، معتبرة أن «جمع الرسائل الشفوية (السلامات) أثناء الزيارات وإيصالها إلى عائلات المعتقلين أولوية بالنسبة إلى فرقنا في جميع الزيارات». ومنذ احتلال إسرائيل الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة واللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بزيارات منتظمة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وتنقل رسائل منهم إلى ذويهم وبالعكس. ونظراً لطبيعة التفويض والاتفاقات الموقعة بين اللجنة الدولية والدول المضيفة، فإن اللجنة لا تفصح عن أي معلومات تتعلق بجوهر عملها وزياراتها واتصالاتها مع الدول المضيفة. ويعتبر كثير من الفلسطينيين أن الدور الذي تلعبه اللجنة حيوي ومهم جداً للاطمئنان على الأسرى من خلال الرسائل الشفوية، خصوصاً في فترات الإضراب عن الطعام عندما تعمد مصلحة السجون الإسرائيلية إلى عزل المضربين في الزنازين، ومنع زيارة ذويهم ومحاميهم. لكن بعض الفلسطينيين يتهم اللجنة بالتقصير إزاء قضية الأسرى، ويطالبها بكشف جرائم الاحتلال في حقهم، الأمر الذي يتنافى مع طبيعة عملها. وقال مدير اللجنة في القدسوالضفة الغربية كريستيان كاردون: «نحن على وعي تام بأننا حاليا نقطة الاتصال الوحيدة للمعتقلين المضربين عن الطعام مع العالم الخارجي، ومن هذا المنطلق، أعطيت الأولوية لتبادل الرسائل الشفهية (السلامات) بين المعتقلين وذويهم». وأضاف أن «مندوبينا يعملون في شكل مكثف ساعات طويلة من أجل تأمين وصول هذه الرسائل للعائلات على أسرع وجه». وتابع: «متابعة الإضراب عن الطعام من أهم أولوياتنا. نفعل كل ما في وسعنا من أجل القيام بمسؤولياتنا في حدود دورنا في حالات الإضراب عن الطعام».