القاهرة - رويترز - لم تبعث البلدان العربية المصدرة للبترول بأي إشارات أمس عن زيادة الإمدادات، على رغم أن أسعار النفط تقترب من أعلى مستوياتها في عامين، فيما يتوقع معظم المحللين أن تتجاوز الأسعار ال 100 دولار للبرميل. وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، انه لا يزال راضياً عن سعر بين 70 و80 دولاراً للبرميل. وكان النعيمي يتحدث لدى وصوله إلى القاهرة لحضور اجتماع «منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول» (أوابك) اليوم. وقد يبحث الوزراء العرب خلال الاجتماع في إنتاج وأسعار النفط من دون اتخاذ قرار رسمي بشأن الإنتاج. ومقرر أن تعقد «أوبك» اجتماعها المقبل في حزيران (يونيو) المقبل. وأكد وزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي أن بلاده لا تزال تستهدف رفع الطاقة الإنتاجية إلى 12 مليون برميل يومياً في غضون ست إلى سبع سنوات. وقال بعد وصوله إلى القاهرة للمشاركة في اجتماع «أوابك»، إن هذا هو المستوى المستهدف الذي سيلتزم العراق به. واعتبر وزير الطاقة الإماراتي محمد الهاملي ان أسعار النفط الحالية لا تعبر عن العوامل الأساسية في السوق داعياً إلى رفع مستوى الالتزام بمستويات الإنتاج المستهدفة التي اتفقت عليها الدول الأعضاء في «أوبك». وقال لصحافيين في القاهرة عند سؤاله عن رأيه في مستويات التزام «أوبك» إنه يريد أن يراها أعلى مما تتداوله تقارير إخبارية وتحليلية بكثير. وأضاف ان إنتاج الإمارات يتفق مع حصص «أوبك». وبدا في بداية الأمر أن الهاملي يؤكد ما أشار إليه أحد الصحافيين من أن الأسعار الحالية تعبر عن العوامل الأساسية، لكنه أوضح موقفه بعد ذلك، قائلاً إن الأسعار ينبغي أن تعبر عن العوامل الأساسية، وإنها حالياً ليست كذلك. وأضاف أن المخزونات مرتفعة جداً وتفوق متوسط خمس سنوات. وأعلن رئيس «المؤسسة الوطنية الليبية للنفط» شكري غانم أن بلاده قادرة على إنتاج نحو مليوني برميل من النفط يومياً، لكنها تنتج نحو 1.5 مليون برميل فقط، تماشياً مع الالتزامات الدولية، خصوصاً التزامها في «أوبك»، مضيفاً أن ليبيا لا تريد في الوقت الراهن أن تزعزع استقرار السوق. وفي سوقي لندن وسنغافورة، اقتربت أسعار النفط أمس من أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، مدعومة بموجة باردة في أنحاء العالم، وبالإقبال على الأصول المنطوية على أخطار، وبغياب المؤشرات على أن «أوبك» مستعدة للتدخل لوقف الارتفاع. وسجلت عقود مزيج برنت خام القياس الأوروبي تسليم شباط (فبراير) المقبل 94.74 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2008، ثم تراجعت إلى نحو 93.90 دولار في تعاملات هزيلة. وتوقف أمس تداول عقود الخام الأميركي الخفيف القياسية، والتي سجلت أعلى مستوى لها في 26 شهراً عند 91.63 دولار أمس الأول، بسبب إغلاق بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) لعطلة عيد الميلاد. ويرجع الصعود الحاد لبرنت إلى موجة شديدة البرودة في القارة الأوروبية وبريطانيا. ومن المتوقع أن يستمر تساقط الثلوج في أجزاء من أوروبا مطلع الأسبوع، وهو ما يهدد بإطالة أمد حالة الفوضى في شبكات النقل بالطائرات والسكك الحديد، وقد يزيد الطلب على الوقود بشكل أكبر.