تمكنت جمعية الأطفال المعوقين في مكةالمكرمة من دمج نحو 25 طفلاً وطفلة في المدارس الحكومية للتعليم العادي، وتعمل على دمج 12 طفلاً في مدارس التربية والتعليم الحكومي كل عام، خصوصاً الأطفال الأكثر قابلية للاندماج، بينما يبقى غير القادرين تحت رعاية الجمعية حتى عمر 12 عاماً، نظراً إلى توقف خدمات الجمعية عند هذه السن. وضمن سعيها لخدمة الأطفال المعوقين، تواصل الجمعية احتفالها باليوم العالمي للطفل المعوق الذي يصادف شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام. وفي هذا الصدد، أكدت مديرة الجمعية الدكتورة نجلاء رضا ل«الحياة» أن الجمعية تحتفل سنوياً باليوم العالمي للإعاقة، بهدف إظهار قدرات الأطفال ومواهبهم، وإعطاء الأطفال المعوقين إحساساً بأنهم طبيعيون كأقرانهم الأصحاء، إضافة إلى توعية المجتمع بالإعاقة وكيفية التصدي لها. وقالت: «إن الاحتفالات تتضمن زيارات متكررة لعدد من الجهات الحكومية والرسمية مثل الجامعات والمستشفيات، وهي أيضاً زيارات تتضمن فائدة للجانب الآخر من حيث إظهار أسباب الإعاقة وكيفية تجنبها والحماية منها». وأفادت أن الجمعية بدأت أخيراً استقبال طلبات المعوقين الراغبين في العمل، وخصصت يوماً في مقر الجمعية بعد التنسيق مع مديري وأصحاب الشركات والمؤسسات، للالتقاء مع الراغبين في العمل من المعوقين واختيار المناسبين للعمل، لافتة إلى أن اللقاء ينتهي بتعاقد المعوق على الوظيفة التي يتفق عليها الطرفان. وأضافت: «نحاول استثمار المرسوم الملكي القاضي باحتساب كل شخص معوق بأربعة أشخاص من الأصحاء في ما يتعلق بنسب السعودة داخل المؤسسات والشركات الأهلية، وهو ما شجع أصحاب هذه الشركات على تعيين المعوقين لتحقيق نسبة السعودة من خلال هذا الحافز الذي أتاحه المرسوم الملكي». وأوضحت « أن أنشطة الجمعية متنوعة وتسعى إلى إشراك الأطفال في كل المناسبات التي تحتضنها مكةالمكرمة مثل اليوم الوطني ويوم الطفل واليوم العالمي للإعاقة، إضافة إلى زيارات بعض الشخصيات البارزة في المجتمع، سعياً إلى تحقيق انخراط الطفل المعوق في مجتمعه ومحيطه، من خلال معايشته للواقع الطبيعي والتعرف على من حوله. وذكرت أن الجمعية تستمر في متابعة أبنائها بعد ذلك، خصوصاً الذين التحقوا بالمدارس الحكومية كخدمات إضافية، آملة في الوقت ذاته توفير مراكز تستقبل المعوقين الذين يتجاوزون سن ال12 عاماً، لإكمال مسيرة الخدمات تجاه هؤلاء الفئة من أفراد المجتمع. ولفتت إلى أن الجمعية كثيراً ما تتدخل لتذليل العقبات وحل المشكلات التي تعترض هؤلاء الطلاب أثناء دراستهم، مؤكدة أنها سعت منذ أكثر من عام إلى توظيف عدد كبير من الخريجين المعوقين في وظائف عدة تتناسب مع حالهم الصحية، وأتاحت الفرصة أمام الكثيرين في إيجاد فرص عمل جيدة من خلال التواصل مع الشركات والمؤسسات لتوظيف المعوقين. وأشارت إلى وجود الكثير من المشاريع الحديثة التي تحتضنها الجمعية مثل مشروع «جرب الكرسي»، الذي يخاطب الأصحاء من خلال منحهم فرصة لتجربة كرسي المعوق في مضمار خاص به بعض المعوقات مثل وضع الرمال أو الحجارة والمنحنيات. وقالت: «نطلب من الشخص السليم محاولة المرور في هذا المضمار المكتظ بهذه الحواجز كتجربة حية لكي يشعر الإنسان السليم بما يعانيه المعوق من حواجز وعقبات، بهدف توعية المجتمع بظروف المعوق، حتى يسهم في تذليلها وتيسير الطرق أمامه ومساعدته».