أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يكمل اليوم المئة الأولى من أيامه في الحكم، بأنه «اعتقد أن الأمر سيكون أكثر سهولة»، ولم يخفِ حنينه إلى «حياته السابقة»، مبدياً أسفه لأنه «يعيش داخل شرنقة صغيرة». وتطرّق ترامب إلى التحديات التي واجهتها إدارته، إذ قال لوكالة «رويترز» إن على تنظيم «داعش» أن يواجه «نهاية ذليلة»، معتبراً أن «لا سبب» يحول دون إحلال سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ونبّه إلى احتمال نشوب «صراع ضخم جداً» مع كوريا الشمالية، مستدركاً أنه يرغب في «تسوية ديبلوماسية» للنزاع. ترامب الذي لن يشارك اليوم في العشاء السنوي الذي تنظمه «رابطة مراسلي البيت الأبيض» في واشنطن، بسبب علاقته المتوترة مع وسائل الإعلام، أشار إلى أن الولاياتالمتحدة تخسر «كمّاً هائلاً من المال للدفاع عن السعودية». ووصف الرئيس الصيني شي جينبينغ ب «رجل صالح جداً»، ملاحظاً أنه «يبذل جهداً مدهشاً» لكبح بيونغيانغ و «يرغب في أن يتمكّن من فعل شيء، وربما لا يستطيع». ورأى دنيس روس الذي كان مستشاراً للرئيس السابق باراك أوباما، أن ترامب الشعبوي تحوّل إلى «نهج تقليدي» في الحكم، وعاد إلى «الاتجاه السائد» في السياسة الأميركية. وقال ل «الحياة» إن ترامب بات «يحاول رصّ التحالفات بدل التشكيك بها، وجعل السياسة الخارجية محوراً أساسياً في سياسته، من خلال زيارات قياديين أوروبيين وشرق أوسطيين» إلى واشنطن. ولفت إلى أن هناك «وضوحاً أكثر وفهماً لمَن هم أصدقاؤنا، كما أن هناك تطلّعاً إلى التصدي لإيران ولداعش، إذ إن تطرف الأولى يغذّي» التنظيم. ولفت روس إلى أن التحديات الداخلية والدولية التي واجهت الإدارة الجديدة، فرضت إعادة حسابات وتغييرات داخل الفريق الرئاسي. وأضاف أن ترامب يرغب في إبلاغ العالم بأنه «ليس أوباما»، معتبراً أن ذلك كان جلياً في أن الضربة الصاروخية على قاعدة جوية في سورية «نُفذت بسرعة وبلا تردد، وأعادت عرفاً دولياً بعدم إمكان استخدام سلاح كيماوي بحصانة، ولو أنها لم تحمل استراتيجية متكاملة ضد داعش». وتابع: «الانطباع الآن أن (ترامب) ليس أوباما، ولا ينسحب من المنطقة ولا يرى إيران جزءاً من الحلّ». وحدّد روس نقطة القوة في فريق ترامب واستراتيجيته الخارجية، بمثلث وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، معتبراً أن هذا المثلث يتيح تغيير سياسة ترامب في شأن روسيا، وإعادتها إلى «الاتجاه الصائب». واستدرك: «ليست هناك عقيدة خارجية بعد، وقد لا تكون هناك عقيدة لاحقاً». في نيويورك، حضّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وزيادة عزلها مالياً وخفض العلاقات الديبلوماسية معها، محذراً من «عواقب كارثية» إن لم يكبح العالم برنامجَيها النووي والصاروخي. وأبلغ مجلس الأمن بأن هناك «خطراً حقيقياً لهجوم كوري شمالي على سيول أو طوكيو». واستدرك أن تقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «ليس مجنوناً»، مشيرة إلى أنه قد يكون طرفاً يمكن التفاوض معه. ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بيونغيانغ إلى وقف نشاطاتها النووية والصاروخية، وواشنطنوسيول إلى تجميد مناوراتها العسكرية، منبّهاً إلى أن «استخدام القوة لا يحلّ خلافات ولن يؤدي سوى إلى كوارث أكبر». أما نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، فحضّ كوريا الشمالية على إنهاء برنامجيها النووي والصاروخي، مستدركاً أن استخدام القوة ضدها «لن يكون مقبولاً».