عادت المخاوف من الإرهاب إلى الواجهة في بريطانيا أمس، في ظل حادثين أمنيين، تجدد على أثرهما الجدل حول وجود آلاف المشبوهين المحتملين على الأراضي البريطانية. وبعد مرور أقل من ستة أسابيع على اعتداء ويستمنستر في 22 آذار (مارس) الماضي، أعلنت شرطة اسكتلانديارد إحباط مخطط إرهابي بعد إطلاق النار على امرأة خلال دهم منزلها في شمال لندن، في ثاني عملية أمنية كبيرة في العاصمة البريطانية خلال ساعات. واستخدمت شرطة مكافحة الإرهاب قنابل الغاز المسيل للدموع في اقتحام منزل كان تحت المراقبة في منطقة ويلسدن في لندن مساء أول من أمس، قبل أن تطلق النار على منقبة في العشرينات من عمرها أشارت تقارير إلى أنها صومالية. وتفيد أنباء بأن المرأة نقلت إلى المستشفى في حالة خطرة ولكن مستقرة، فيما اعتقل عدد من أقاربها في مناطق مختلفة من لندن. وأكد المسؤول في فرع مكافحة الإرهاب في الشرطة نيل باسو أن عملية الدهم والاعتقال أدت إلى إحباط مخطط إرهابي قيد التنفيذ. ويأتي ذلك بعد ساعات من اعتقال رجل بحوزته مجموعة من السكاكين قرب مقر البرلمان في ويستمنسر في عملية أخرى نفذتها عناصر مسلحة من شرطة مكافحة الإرهاب. واحتجزت الشرطة المشبوه البالغ من العمر 27 سنة والذي كان يخضع لمراقبة الاستخبارات. وعلم أن الموقوف بريطاني يدعى محمد خالد عمر علي. وأشار باسو إلى أن ستة أشخاص، هم رجال ونساء، اعتقلوا في عملية منطقة ويلسدن خمسة منهم في المنزل والسادس في كنت جنوب شرق إنكلترا. وقال إن عملية الدهم المسلحة كانت «ضرورية بسبب طبيعة المعلومات التي وردتنا من الاستخبارات وتم إطلاق عبوات غاز مسيل للدموع في المنزل المذكور». وأضاف أن عمليات تفتيش تتم في ثلاثة منازل أخرى. وواصلت الشرطة أمس، استجواب الرجل الملتحي الذي اعتقل في عملية خاطفة على مرمى حجر من مبنى البرلمان ومكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي. ولم يصب أحد في العملية وأظهرت الصور ثلاث سكاكين على الأرض حيث اعتقل الرجل. وقال باسو إن الرجل يخضع للتحقيق في تهم إرهابية كما يتم تفتيش عقارين على خلفية التحقيق. وقال مصدر أمني غربي إن الرجل، وهو من لندن، كان على لائحة مراقبة شرطة مكافحة الإرهاب وجهاز الاستخبارات الداخلية (إم آي 5) قبل اعتقاله. وقال مصدر آخر مطلع على التحقيق إن المشبوه ربما كان على اتصال مع مسلحين متشددين خارج بريطانيا وسافر للقائهم لكن لا يعتقد أنه كان على اتصال مع مسلحي تنظيم «داعش». ومنذ آب (أغسطس) 2014 تعيش بريطانيا في ظل ثاني أعلى مستوى تحذير وهو ما يعني أن هجوم مسلحين متشددين مرجح جداً. وقال مسؤولون أمنيون إن الأجهزة الأمنية أحبطت 13 مخططاً إرهابياً في السنوات الأربع الأخيرة.