سعت فرنسا وألمانيا إلى إبرام اتفاق جديد مع تركيا اليوم (الجمعة) لإصلاح العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكنهما لم يوضحا هل أنهت الصلاحيات الجديدة للزعيم التركي وحملته على المعارضة، طموحات أنقرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، دعا مشرعون في الاتحاد الأوروبي، يساورهم القلق مما يعتبره الاتحاد نزوعا للتسلط بشكل متزايد من جانب أردوغان، إلى تعليق محادثات انضمام تركيا إلى التكتل رسمياً قائلين إنها لا تفي بالمعايير الديموقراطية. وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل الذي أجرى محادثات في مالطا مع نظرائه في الاتحاد ومع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إنه «يعارض تماماً» إلغاء مفاوضات انضمام تركيا إلى التكتل القائمة منذ عشرة أعوام. لكن بعد يوم من المحادثات، قال إن القضية الحقيقية هي ضمان أن يكون لدى الاتحاد الأوروبي اتفاق جديد أوسع لعرضه على تركيا قبل التخلي عن عملية الانضمام إلى الاتحاد. وتسبب فوز أردوغان في استفتاء يمنحه سلطات أكبر وكذلك حملته على معارضيه وتصريحات أطلقها مسؤولون أتراك شبهوا فيها حكومات أوروبية بالنازيين في غضب كثير من أعضاء التكتل، لكن الاتحاد ما زال بحاجة إلى الحفاظ على التعاون مع تركيا. وقال يوهانس هان الذي يدير ملف عضوية تركيا والذي سيحضر اجتماع مالطا «سير العمل كالمعتاد ليس خياراً مطروحاً». وأضاف «فلنحتفظ بهدوئنا ولنضع مجموعة قواعد تمكننا من العمل مع تركيا» في إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يقلص العلاقات مع أنقرة وإن كان سيسعى إلى الحفاظ على علاقة تقوم على التعاون التجاري والأمني. وبعد أن انطلقت محادثات عضوية تركيا في العام 2005 تجمدت فعليا نتيجة عقبات سياسية تتعلق بقبرص وبسبب اعتراض بعض دول الاتحاد على انضمام هذا البلد ذي الغالبية المسلمة حتى قبل التطورات الأخيرة. وفي حين تصر النمسا على أن تركيا لم تعد مؤهلة حتى لاعتبارها بلداً مرشحاً إلى الانضمام للاتحاد، تخشى حكومات كثيرة أخرى أن تظهر في عيون البعض بمظهر الرافض لتركيا. وينبع هذا في جانب منه من القلق إزاء اتفاق كان تم التوصل إليه مع أنقرة لوقف تدفق اللاجئين الفارين من الصراع في سورية. وقال أردوغان إن بلاده ستعيد النظر في موقفها إزاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إن هي ظلت في قائمة الانتظار طويلاً، لكنه أوضح أن تركيا ما زالت ملتزمة عملية التفاوض. ونظراً لأن كل جانب ربما لا يريد النظر إليه على أنه ينهي رسمياً عملية الانضمام الرامية إلى تحديث اقتصاد تركيا وتعزيز هيئتها القضائية، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الأولوية تتمثل في «الخروج من الطريق المسدود». والاتحاد الأوروبي هو أكبر مستثمر أجنبي بالنسبة لتركيا وأكبر شريك تجاري لها، وأن حدود تركيا المشتركة مع العراق وسورية وروسيا في البحر الأسود تجعلها حليفاً مهماً.