لم يستطع ابن ال15 عاماً إخفاء أمنيته في إنشاء نادٍ طلابي علمي لشقيقته الموهوبة التي تكبره بعامين، خصوصاً وهو يجد إبداعات زملائه الغضة تنال حظاً واسعاً من التصفيق والاستحسان من حاضري حفلة ختام الملتقى الطلابي الفلكي الأول أمس (الأربعاء) في جدة. واعتبر الطالب في مدرسة ابن حزم الثانوية مراد الحسيني أن إنشاء نادٍ علمي للبنات على غرار «نادي جدة العلمي» المخصص للأبناء، سيدفع بعملية كشف مواهبهن، وصقل وتطوير المميز منهن، مشيراً إلى أن هناك بيوتاً عدة تحوي مبدعات وموهوبات، لكنهن لم يجدن طريقة لكشف وصقل هذا الإبداع الخفي. وشهد المدير العام لإدارة التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي أمس مع مجموعة من المشرفين التربويين، ومسؤولي إدارات النشاط الطلابي وقرابة ال90 طالباً مثلوا 42 إدارة تعليم سعودية خلال حفلة ختام الملتقى داخل نادي جدة العلمي معرضاً مصوراً لرحلة أول رائد فضاء عربي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة مرور ربع قرن على هذه الرحلة، إضافةً إلى بعض الأعمال والإبداعات التي نظمها الطلاب خلال الملتقى الذي استمر أسبوعاً كاملاً. وعاد الحسيني ليؤكد أن بعض مدارس جدة بحاجة إلى تزويدها بمرافق علمية إضافية، تشجع الطلاب أصحاب «الموهبة» والمبدعين على الالتحاق بها والانخراط في برامجها، كما أنها وفي خط مواز آخر تعمل على كشف مواهب أولئك المبدعين خصوصاً في المجالات العلمية البحتة التي بحاجة إلى توافر أجهزة حديثة متوافقة مع التطور العلمي. من جانبه، شدد الطالب وليد سليمان على أن إتاحة الفرصة للجنسين (بنين وبنات) في إيجاد أندية علمية تحتضنهما وتحتضن مواهبهما أمر مهم، خصوصاً أننا نمر بزمن يشهد طفرة رقمية هائلة لابد من أن تستغل قدر الإمكان، لافتاً إلى أهمية تزويد كل مدرسة بهذه المواد العلمية النافعة. بدوره، أسف رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن باصرة لإنساب الكثير من النجاحات والاختراعات في مجال الظواهر الكونية لعلماء الغرب، مؤكداً أن غالبية تلك النجاحات حققها علماء مسلمون، مؤكداً أن شبان المسلمين يملكون الموهبة والقدرة على الإبداع وكشف المزيد من الاختراعات. وأشار إلى أن قسم الفلك في جامعة الملك عبدالعزيز يعد الوحيد في جامعات الخليج الذي يهتم بنشر هذا العلم، خلافاً عن اهتمامه بنشر الثقافات العلمية الأخرى، موضحاً في هذا الجانب أن جامعة المؤسس منحت أخيراً خمس درجات ماجستير من قسم الفلك فقط، إيماناً منها بدور هذا العلم وما يقدمه من خدمة للإنسانية.