بعد مماطلة من الكونغرس استمرت ثمانية أشهر، نجح الرئيس باراك أوباما في تسجيل مكسب محوري في سياسته الخارجية مع موافقة مجلس الشيوخ على معاهدة «نيو ستارت» (ستارت الجديدة) التي ترسخ «الدفء» في العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة وتطوي زمن الحرب الباردة، بموافقة البلدين على الحد من ترسانتهما النووية وتعزيز التعاون التقني واللوجيستي في هذا الشأن وحول ملفات أخرى بينها ايران ومكافحة الارهاب. وبعد مفاوضات ماراتونية قادها رئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري وشارك فيها كل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جوزيف بايدن، نجح البيت الأبيض في نيل موافقة الكونغرس قبل انقضاء ولايته نهاية العام الحالي، على المعاهدة التي تنص على تقليص الترسانة النووية لكل من البلدين 1550 رأساً نووياً اي بنسبة 30 في المئة عن 2002. وكان كيري اجرى مفاوضات مكثفة مع الجمهوريين في الأسبوعين الأخيرين لتأكيد اهمية المعاهدة التي وقعها أوباما مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في نيسان (أبريل) الفائت، بالنسبة الى الأمن القومي الأميركي وكونها ستؤسس لعلاقة أفضل مع موسكو وستأتي بمكاسب اقتصادية للبلدين عبر تكثيف التعاون المدني والدفاعي. ورغم أن البيت الأبيض لم يتوقع هذا الحجم من الصعوبات في توقيع «نيو ستارت»، يعتبر أوباما الرئيس الديموقراطي الأول الذي نجح في تمرير هكذا معاهدات فشل فيها رؤساء سابقون مثل جيمي كارتر وبيل كلينتون، مقابل نجاح ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان وجورج بوش الأب الذي وقع أول معاهدة «ستارت» في 1993 مع بوريس يلتسين. غير أن مماطة الكونغرس ستعني صعوبات أكبر أمام الرئيس في تطبيق أجندته النووية مستقبلا وخططه لوقف التجارب النووية واخلاء العالم من السلاح النووي في المدى البعيد.