أسفر الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري - التركي الذي عقد في انقرة في اليومين الماضيين، عن توقيع 11 وثيقة بينها اتفاق للتعاون في مجال مكافحة الارهاب ومذكرة لتقديم بنك «اكزيم» التركي خطاً ائتمانياً لمشاريع سورية بقمية 180 مليون يورو، اضافة الى العمل على رفع قيمة التبادل التجاري السنوي من بليوني دولار الى خمسة بلايين. وعقدت الدورة برئاسة رئيسيْ الوزراء السوري محمد ناجي عطري ورجب طيب اردوغان بمشاركة 15 وزيراً من كل جانب. وفيما جرى التوقيع على 51 اتفاقاً في الدورة الاولى التي عقدت في دمشق نهاية العام الماضي، أسفر الاجتماع الثاني عن توقيع 11 وثيقة في مجالات «مكافحة الإرهاب والخدمات الاجتماعية ورعاية الأطفال وتوليد وتوزيع الكهرباء والطاقات المتجددة والحفاظ على الطاقة والمصالح العقارية، إضافة الى التعاون المصرفي والنقدي والضمان الاجتماعي وحماية البيئة والإسكان والتعمير وبين هيئة تخطيط الدولة ومصرف التنمية التركي وبين وزارة المال ومستشارية الخزينة التركية للتعاون في مجال التأمين». واطلع الرئيس التركي عبدالله غل على نتائج الاجتماع خلال لقائه عطري الذي زار اول من أمس ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك. وتتضمن المشاريع العملية التي ستنجز قريباً افتتاح منافذ حدودية ووضع حجر الأساس لسد الصداقة على نهر العاصي وزيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى خمسة بلايين دولار وتأسيس بنك مشترك وإنشاء خط قطار سريع بين حلب وغازي عنتاب وربط شبكة الغاز الطبيعي بين البلدين، إضافة الى تمويل مصرف اكزيم مشاريع تنموية في سورية. وقال عطري ان هذا «يجسد الإرادة التي تحدونا لبناء أرضية متينة وإقامة جسور وطيدة تعزز التواصل والتعاون الاستراتيجي بين بلدينا من خلال العمل على بناء قاعدة شراكة استراتيجية في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية تربط حلقاتها وتعظم منجزاتها ومكاسبها شبكة تعاون أوسع وأعم»، لافتاً الى ان ما تحقق «جعل العلاقات السورية - التركية مثالاً يحتذى به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين دول المنطقة». ويبلغ عدد الشركات التركية العاملة في سورية 139 شركة باستثمارات تبلغ نحو 700 مليون دولار اميركي، فيما تبلغ قيمة التبادل التجاري 2.5 بليون دولار. كما زار سورية في الاشهر العشرة الماضية 1.1 مليون تركي في مقابل 748 ألف سوري زاروا تركيا خلال الفترة ذاتها. وعلى الصعيد السياسي، نوّه عطري ب «مواقف تركيا تجاه القضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية وإقامة السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. ويجدد شعبنا إدانته للعدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية». وزاد ان «سورية وقفت دائماً مع الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية المبذولة من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، لكن السلام لا يمكن أن يتحقق إذا كان الطرف الإسرائيلي غير جاد في عملية السلام». من جهته، وافق اردوغان على ان العلاقات السورية - التركية «وصلت إلى مستوى نموذجي بين البلدين وحققت نتائج إيجابية وملموسة على الصعد الاقتصادية والتجارية والسياحية وأدت إلى توثيق الصلات الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين، ما يبعث على الارتياح والاعتزاز المتبادل في هذا المجال». وأكد اردوغان وجود «الإرادة المشتركة للارتقاء بعلاقات التعاون السوري - التركي»، لافتاً إلى أهمية التعاون الرباعي بين سورية وتركيا والأردن ولبنان، وأنه «مفتوح أمام إيران ودول المنطقة للانضمام إليه»، مشيراً إلى أنه «يتم التخطيط لعقد قمة رباعية لهذه الدول في الفترة المقبلة».