شهد قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية بالعاصمة موسكو أمس (الأربعاء) جلسة محادثات سعودية - روسية، برئاسة كل من وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتم خلال المحادثات - بحسب وكالة الأنباء السعودية - استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، منها الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في محاربة الإرهاب والتطرف. ووصف الجبير العلاقة مع روسيا بالمهمة، منوهاً بعمق العلاقات الثنائية القائمة ومتانتها، ومؤكداً سعي قيادتي البلدين إلى تعزيزها وتقويتها في المجالات كافة. وأوضح وزير الخارجية أن العلاقات بين البلدين حققت خلال العامين الماضيين إنجازات كبيرة في ما يتعلق بالاستثمار والتجارة وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال، والتعاون والتنسيق حيال أسواق النفط وغيرها من المجالات، مثمناً دور روسيا في دعم القضية الفلسطينية. وحول المحادثات التي تمت بين الجانبين، أوضح وزير الخارجية أنها تناولت عملية السلام في الشرق الأوسط، وأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل على أساس قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية، والأوضاع في سورية، وأهمية الحفاظ على وحدة سورية وإيجاد حل سياسي لإخراجها من الأزمة التي تعيشها على أساس إعلان (جنيف 1)، وقرار مجلس الأمن 2254. وحول الوضع في اليمن، أوضح الجبير أنه تم بحث أهمية إيجاد حل للأزمة اليمنية على أساس قرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية، لافتاً إلى أن المحادثات تناولت التعاون القائم بين البلدين في مواجهة التطرف والإرهاب، وكيفية تعزيز هذا التعاون من أجل أمن مواطني البلدين. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي إن المحادثات كانت مفصلة جداً وبناءة، وإن الجانبين يتشاركان الارتياح إزاءها، مشيراً إلى أن الرياضوموسكو لديهما تقويم مشترك لخطر الإرهاب الدولي، بما في ذلك «داعش» الإرهابي، الذي يهدد بشكل مباشر أمن المنطقة. وشدد على أن للبلدين إمكاناً كبيراً للتأثير الإيجابي في الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل للوضع في سورية واليمن وغيرها من الأزمات. وأكد لافروف أن البلدين لديهما مواقف مشتركة تجاه ضرورة كسر الجمود وبأسرع وقت ممكن في التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية، وذلك على أساس حل الدولتين في إطار الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام التي طرحتها المملكة. وأضاف وزير الخارجية الروسي أنه جرى خلال المحادثات التشديد على الأهمية المتزايدة للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، وقدم شكر بلاده للسعودية لما تقدمه من عناية تجاه الحجاج الروس. حضر المحادثات وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير الدكتور عادل مرداد، والمدير العام لمكتب وزير الخارجية السفير خالد العنقري، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى روسيا الدكتور عبدالرحمن الرسي.