حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع من أن إضراب نحو 1800 أسير في سجون الاحتلال لليوم العاشر على التوالي، دخل مرحلة الخطر بسبب تدهور الأوضاع الصحية لعدد منهم، خصوصاً في صفوف الأسرى القدامى، فيما توقف عدد منهم عن شرب الماء. وقال قراقع إن «زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للأسرى المضربين عن الطعام، بدأت اليوم (أمس) نظراً لتدهور الأوضاع الصحية لكثير منهم». وأضاف: «تم نقل عدد منهم إلى العيادات والمستشفيات، عدا عن الضغوط التي تمارس عليهم، ومنها مصادرة ملح الطعام، وإجراء عمليات تفتيش استفزازية في غرفهم، ونقلهم على مدار الساعة من سجن الى آخر، ثم الأغطية المتسخة التي يتغطون بها». ووصف الوضع الصحي لنحو 50 أسيراً من المضربين بأنه «صعب»، داعياً المجتمع الدولي الى «التحرك السريع لإنقاذ حياتهم». من جهتها، أكدت الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الإسرائيلية دعمها الأسرى المضربين في «معركة الأمعاء الخاوية». وقالت في بيان أمس إن مصلحة السجون الإسرائيلية «ستخضع أمام إرادة الأسير الحر، والإصرار على المضي حتى تحقيق الأهداف». وأضافت: «الدعم قائم، والأيام المقبلة ستحمل الجديد بما يضمن رفع سقف وتيرة الإضراب وتحقيق الأهداف، فالشعار الآن هو الصمود أولاً، الإصرار أولاً، والتمسك بالمطالب أولاً، وجميعاً سنقف في وجه الجلاد موحدين متراصي الصفوف». وشددت على أن «الحوار سيتم مع الأسرى المضربين فقط، ولن يُسمح بأي تدخلات مهما كانت»، محذرة من «تداول الاشاعات التي يهدف الاحتلال إلى نشرها عن الإضراب مستهدفاً معنويات المناضلين والمجاهدين، ومحاولاً الحد من حال الدعم الشعبي للإضراب، وخلق حال من التردد والبلبلة، وهذا ما علينا جميعاً مواجهته». ودعت إلى «عدم تداول الأخبار التي يحاول الاحتلال بثها والترويج لها». بدورها، قالت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة إن «عدداً من الأسرى المضربين عن الطعام في عزل سجن أيلون الرملة، توقف عن شرب الماء». وأوضحت اللجنة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني في بيان أمس أن «توقف هؤلاء الأسرى عن شرب الماء جاء كخطوة احتجاجية على استمرار إدارة سجون الاحتلال بإجراءاتها القمعية والتنكيلية في حقهم». وحملت مصلحة السجون «المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام»، مشيرة الى أن «عدداً من الأسرى في سجن النقب الصحراوي انضم الى الإضراب المفتوح عن الطعام انتصاراً لرفاقه الأسرى المضربين». وعلى رغم حاله الصحية الصعبة وتقدمه في السن، يشارك شيخ الأسرى وأكبرهم سناً في سجون الاحتلال فؤاد الشوبكي (78 سنة) رفاقه الأسرى الإضراب المفتوح عن الطعام. وقالت الحملة الوطنية للمطالبة بإطلاقه إن الشوبكي في حاجة الى عدد من العمليات الجراحية المستعجلة ورعاية طبية سريعة في مستشفيات متخصصة ومؤهلة نتيجة الأخطاء الطبية التي ارتكبت في حقه من جانب أطباء السجون. وقبيل الإضراب في السابع عشر من الشهر الجاري، نقلت مصلحة السجون الشوبكي، المعتقل منذ عام 2006، من سجن «إيشل» في بئر السبع إلى سجن «النقب» على رغم ما يعانيه من أمراض مزمنة وخطيرة. ويطالب الأسرى المضربون بإنهاء سياسة العزل الفردي، والاعتقال الإداري، وتحسين الأوضاع المعيشية والزيارات، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي وتوابعها، وتأمين معاملة إنسانية خلال التنقلات وتهيئة المعابر وتقديم وجبات الطعام، وإعادة التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة والسماح بتقديم امتحانات التوجيهي. الى ذلك، قال مدير قسم الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي في رام الله الطبيب سمير صليبا إن «قدرة الفرد على التحمل بسيطة مع عدم وجود مدعمات»، أي مكملات غذائية، موضحاً انه «بعد اسبوع من الإضراب، يبدأ الجسم بحرق المخزون الاحتياطي في الجسم من الكربوهيدرات والغلوكوز والبروتينات ليستمر الجسم في الصمود». وأشار إلى أنه في أيام الأسبوع الأول «يبدأ الجسم في انتاج الكيتواستوز الناتج من الانخفاض الحاد في السكر، ويتسبب في حالات من الإغماء المتكرر والغيبوبة وألم في العضلات ومغص حاد ووهن عام». وأشار الى أن «الأنسجة والخلايا العصبية والدماغ والاعصاب تعتمد في تغذيتها على الغلوكوز، فيقوم الجسم بالعمل على الحفاظ على نسبة السكر في الدم ومخزون السكر في الكبد والعضلات (الغلايكوجين) المغذية للخلايا الذي لا يكفي الا لأيام محدودة، وتتحلل البروتينات في العضلات وتتحول الى أحماض أمينية، ونتيجة لذلك يقل حجم العضلة، ويصاب الإنسان بالضعف، وينخفض الوزن في شكل كبير بدءاً من الأسبوع الأول».