تلجأ شركة «غوغل» دورياً إلى رسومات تضعها على صفحة التصفح الرئيسة فوق كلمة غوغل، إحياء لأعياد ومناسبات، أو احتفاء بالمشاهير من فنانين ورواد وعلماء. وسجل عدد من رواد الثقافة والفن العرب والعلماء المسلمين حضوراً لافتاً في لائحة المحتفى بهم على صفحة «غوغل»، وكانوا إجمالاً من الأسماء التي تجاوزت شهرتها المنطقة العربية إلى العالم. ومن أبرز الأسماء العربية التي احتفت بها «غوغل» ابن بطوطة (محمد بن عبدالله الطنجي)، الرحالة المغربي الذي جاب الأرض من ما وراء النهر، وصولاً إلى بلاد التتار، وحتى أواسط أفريقيا. واحتفت «غوغل» كذلك بعدد من المبدعين العرب مثل: المغني المصري عبدالحليم حافظ، والشاعر العراقي محمد الجوهري، والممثل المصري إسماعيل يايسن، والشاعرة العراقية نازك ملائكة، والموسيقار المصري محمد عبدالوهاب، وغيرهم. وبدأت الشركة بتنفيذ الفكرة عام 1998، حين أعد سيرغي برين تصميماً بسيطاً لحروف كلمة غوغل بواسطة برنامج مجاني. وبعد ذلك بعامين، ارتفع الطلب على الرسومات في الولاياتالمتحدة والعالم، فأوكلت الشركة مسؤولية إنتاجها إلى فريق من الموهوبين والمهندسين يبذل جهداً جماعياً لزرع البسمة على وجوه مستخدمي الموقع في جميع أنحاء العالم. وابتكر هذا الفريق أكثر من ألف «خربشة» تصور شخصيات مشهورة، وتستعرض الذكريات السنوية لبعض الأحداث. ويقول ريان جرميك رئيس الفريق: «نحن نتأكد فقط أننا نمثل الفن والتقنية بأفضل صورة ممكنة»، مؤكداً أن الأعمال تعود إلى الفريق ولا تنسب إلى أشخاص بذاتهم، ويضيف: «لا يتعلق الأمر بنا كأفراد، بل يرتبط أكثر بغوغل كثقافة». ويتابع جرميك أن أعضاء فريقه لا يصنفون أنفسهم بأنهم فنانون أو مصممون، موضحاً أن «الحدود الفاصلة بين الترفيه والفن والتقنية والرسم والغرافيك، ضبابية جداً». ويشير جرميك إلى أن بعض «الخربشات» يستغرق ابتكارها ساعات قليلة، بينما تحتاج أخرى إلى أشهر، مضيفاً أن اختيار الرسم «يرتبط بعنصر المفاجأة، أكثر من كونه إحياء لذكرى مناسبات عامة». ويقول كريس هوم المهندس التقني بفريق غوغل: «الخربشات عبارة عن وسيلة لإضفاء صبغة إنسانية على الصفحة الرئيسة». ويوضح ديان سوديك مدير متحف التصميمات في لندن من جانبه، أن الخربشات عبارة عن «فن متحرر من الوظيفة أي غير مقيد بالتزام وظيفي». ويرى رسي سكوت مصمم الغرافيك أن التصميمات في الوقت الحالي، بما فيها الخربشات، تمثل الفن المعاصر الجديد. وتقول ياسمين مونتغومري الرئيس التنفيذي لشركة التسويق «براندز»: «الخربشات جزء من خدمة عملاء مصممة بشكل جيد يماثل تصميم فندق لبهو رائع أو وضع منتج في عبوة جميلة». وتساعد الخربشات «غوغل» في تحسين صورته التي تتعرض أحياناً لانتقادات في شأن خصوصية المستخدمين، أو اتهامات بالتهرب الضريبي. وعلى أية حال، ما دامت «غوغل» تحافظ على نشاطها، فإن الخربشات سواء أكان المستخدمون يعتبرونها فناً أم تصميماً أم ترفيهاً أم محاولة لتلميع اسم الشركة، ستظل ملازمة لعملية التصفح اليومية.