ردّدت أروقة المؤتمر أصداء النجاح العالمي للفيلم الهوليوودي «آفاتار» Avatar الذي افتتح عصر التقنيات البصرية الثلاثية الأبعاد «ثري دي» 3D في الأفلام الروائية للسينما. وبات «آفاتار» عنواناً لاتجاه واسماً رمزياً لتقنية يسود إجماع الخبراء على أنها تفتتح فصلاً جديداً في تاريخ السينما ومجمل فنون الترفيه البصري الذكي. وتباهت شركة «أتش بي» HP العالمية بدورها في هذا التقدّم التقني الصاعد. ففي إطار المؤتمر المذكور، سعت «أتش بي» لعرض رؤيتها عن أثر «آفاتار» في صناعة المعلوماتية والاتصالات، كما قدّمت أجهزة وأدوات كي يستخدمها صُنّاع السينما والمواد المتعددة الوسائط «ميلتي ميديا» ومصممو أفلام الكرتون والغرافيك وغيرهم، في تبني حلول التقنيات البصرية الثلاثية الأبعاد. وأبرزت الشركة أهمية الأجهزة المُسماة «محطة العمل» Workstation المتطوّرة التي أنتجتها كي تساعد على النهوض بمهمات التحوّل إلى عصر ال «ثري دي» الذي أطلقه «آفاتار». وتباهت الشركة بأن منتجي هذا الفيلم استعملوا محطّات عمل صممتها الشركة، كي ينفذوا تصويره وصناعته بالتقنيات الثلاثية الأبعاد. وبذا، شكّل «كايرو أي سي تي» منصة عالمية استعملتها «أتش بي» لإطلاق جيل جديد من «محطة العمل» من فئة «زد» Z في مصر، بالتعاون مع شركة «إنتراكت». وأثارت تقنية العرض الثلاثي الأبعاد حال دهشة في القاهرة، ما دفع كثيراً من مهتمين بصناعة السينما للاتجاه نحو تبني هذه التقنية المتطوّرة مصرياً. وأبدت مجموعة منهم العزم على إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد مستخدمة تقنية «آفاتار». ولاحظ المؤتمر عينه الاتجاهات الأوروبية التي بلغ تأثّرها بفيلم «آفاتار» أنها تطالب بتطبيق تلك التقنية في التلفزة وبث مباريات كرة القدم، ما أثار تساؤلات عن إمكان تطبيق ذلك في مصر. وكشفت «أتش بي» أن منصات من النوع الذي استُعمل في صنع شريط «آفاتار» طُرحت في مصر أخيراً، مشدّدة على التقدّم التقني الذي تقدّمه مجموعات من أجهزتها من نوع «محطة العمل» في صنع مواد «ميلتي ميديا» ثلاثية الأبعاد، وخصوصاً «زد 800» Z800 و «زد 600» Z600 و «زد 400» Z400. وفي هذا السياق، لفت أنيل كومار مدير النُظُم الشخصية في «أتش بي»، الى قدرة تلك الأجهزة على وضع تقنية ال «ثري دي» في خدمة التصميم الغرافيكي والبث التلفزيوني وتطبيقات الهندسة المُجسمّة المعتمدة على برنامج «كاد» CAD، والقطاع الهندسي وقطاعات التصوير الطبي والتنقيب عن النفط وغيرها. وبيّن أن تلك الأجهزة وتقنيات ال «ثري دي» باتت تستعمل في التصميم في شكل واسع من أحذية الجري إلى سيارات السباق، ومن الرسوم المتحركة إلى الغواصات. وكذلك أوضح محب سمير رئيس مجلس إدارة «انتراكت» أن شركته تعمل على إدخال تلك التقنيات الى مصر، مشيراً الى الآفاق التي تفتحها «منصة العمل» المتطورة للأعمال المصرية في مجال الرسوم الثلاثية الأبعاد والبث التلفزيوني وشركات البترول والتصوير الطبي وغيرها. وتُدار الأنواع المتقدمة من منصات العمل من نوع «زد» مع العمل بجيل متقدّم من الرقاقات الإلكترونية من فئة «زيون 550» Xeon 5500 الذي تصنعه شركة «إنتل»Intel العملاقة. وكذلك تضمّ أدوات للتحكم في الذاكرة التخزينية وبرامج متطوّرة في رسوم الغرافيك، مع نظام صوتي عالي الدقة. ومثلاً، تستند منصة العمل «زد 800» إلى مُعالج إلكتروني دقيق من نوع «كويك باث» QuickPath الذي تصنعه «إنتل» المتميّز باحتوائه على أربع أنوية أساسية في تصميمه، ما يقدّم أداء مبهراً في الأعمال المرئية- المسموعة. المعلوماتية ونموها مصرياً في سياق مُشابه، طرح عدد من شركات ال «هاي تيك» أنظمة جديدة مخصصة للأسواق المصرية والعربية. وجاء نموذج عن ذلك في إعلان شركة «سوفت لاين» Soft Line العالمية، المتخصّصة في تراخيص البرمجيات والتدريب وخدمات الدعم الفني والاستشارات، عن أنها اختارت مصر مقراً لفرعها الثالث في الشرق الأوسط وأفريقيا، بعد فرعيها في إيران وتركيا. وأظهر ذلك تنبّه الشركة للنمو الهائل في المعلوماتية والاتصالات مصرياً، ما جعلها أحد أفضل الأسواق في المنطقة. وأطلق رئيس مجلس إدارة «سوفت لاين» العالمية روسلان بلسوف عدداً كبيراً من الخدمات المصممة لتلائم حاجات السوق المصرية، مُبيّناً أن الشركة ستركز في الفترة المقبلة على تمكين المؤسسات في مصر من تعظيم الاستفادة بتكنولوجيا المعلومات لتحسين أدائها ووضعها التنافسي إقليمياً ودولياً. والمعلوم أن «سوفت لاين» تتمتع باتفاقيات شراكة مع أكثر من 3000 شركة لبرامج الكومبيوتر، وتمتلك مكاتب تمثيلية في 17 دولة وأكثر من 58 مدينة. وفي تصريحات صحافية خلال «كايرو أي سي تي»، قال بلسوف: «إن التواجد في مصر كان أحد أولوياتنا، ونحن على يقين بأن سنوات الخبرة الطويلة التي اكتسبتها «سوفت لاين» عِبر العمل في المنطقة في مجال برامج الكومبيوتر والخدمات الذكية التي تخاطب الحاجات العميقة لقطاع الأعمال، ستؤدي لتمتعنا بمكانة رائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر». وأشار إلى أن المهمة الرئيسية لشركته في مصر خلال العام الحالي تتمثل في مد جسور التعاون والتفاعل مع الشركات المحلية، والعمل على تقليل مخاطر القرصنة وحماية حقوق الملكية الفكرية. ويذكر أن «سوفت لاين» تعد واحدة من أسرع الشركات نمواً في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وفقاً لما أكدته الكثير من البحوث المستقلة، التي جرى تداولها في المؤتمر. وحصلت الشركة عينها أيضاً خلال السنوات الأخيرة على جوائز أفضل شركاء أعمال لأكبر شركات برامج الكومبيوتر، مثل «مايكروسوفت» و «أوراكل» و «ساب» و «سيمانتك» و «سيتركس» و «أدوبي» و «أي بي أم» و «تشيك بوينت» و «تريند مايكرو» و «كاسبرسكاي» وغيرها. وطرحت سوفت لاين الشهر الجاري الإصدار الأول من دليل باللغة العربية لبرامج الكومبيوتر في تكنولوجيا المعلوماتية يساعد الشركات والمؤسسات على اتخاذ القرارات المتعلقة بطُرُق زيادة فعالية الاستثمار في المعلوماتية، واختيار الاستراتيجية الصحيحة في تطوير البنية التحتية الإلكترونية وغيرها.