بعد 15 عاماً من تعرض الشاب الفلسطيني من مدينة قلقيلية في الضفة الغربيةالمحتلة جمال الهندي إلى تعذيب إجرامي في أروقة جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" تسبب له بإعاقة نفسية بنسبة 30 في المئة، وافق الجهاز في خطوة نادرة على دفع تعويضات مالية له بعد أن تقدم بشكوى قضائية، لكن المحكمة تجاوبت مع طلب الجهاز بعدم نشر مبلغ التعويض. وكان "الشاباك" استعمل كل صنوف التعذيب المحظورة في القانون الدولي وحتى وفقاً لتعليمات المحكمة العليا في إسرائيل، ضد خالد الهندي بعد ان اعتقله عام 1996 بشبهة قتله شابين إسرائيلييْن. ولم يشفع له نفيه التهمة الموجهة لكنه إذ لم يعد يحتمل ما تعرض له في أروقة "الشاباك" (تكبيل يديه وقدميه بسلاسل لكرسي موجَّه إلى الأمام، وتغطية رأسه بكيس، وإسماعه موسيقى صاخبة بلا توقف، وتركه بوضعيات جسدية مؤلمة، وهزّه وصفعه وضربه ومنع النوم عنه، وتهديده بقتله وهدم بيته) طلب من محققيه اختصار الأسئلة الموجهة له وتحديد التهمة التي يريدون أن يعترف بها قائلاً: "أوقّع لكم على أية تهمة تختارون، فقط اتركوني بحالي"، فاتهموه بقتل المستوطنيْن فاعترف ووقّع على الاعتراف وأعاد تمثيل "الجريمة". لكن بعد فترة من "الاعتراف"، أنكر أمام المحكمة التهمة وقال إنه أقواله انتزعت منه تحت التعذيب مضيفاً أنه كان يعمل، يوم وقوع عملية القتل في إحدى المستوطنات، وإذ تبين للمحكمة أن أقواله الجديدة صحيحة تم شطب تهمة القتل، وأدين بالانضمام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحكم عليه بالسجن لستة أشهر، لكنه خرج من المعتقل يعاني إعاقة نفسية جراء التعذيب الذي تعرض له أثناء التحقيق. وأخيراً حكمت المحكمة الني عقدت وراء أبواب مغلقة بتعويضه مالياً على الإعاقة الجزئية لكن من دون أن يعترف "الشاباك" بمسؤوليته عن الإعاقة.