لندن – رويترز، يو بي آي – اعتقلت الشرطة البريطانية في سلسلة عمليات دهم نفذتها في انكلترا وويلز أمس، 12 شخصاً اشتبهت في تخطيطهم لشن هجوم إرهابي. وأوضحت ان عناصر غير مسلحين تابعين لها نفذوا عمليات الاعتقال التي شملت 5 مشبوهين في كارديف بويلز و4 في ستوك اون ترنت وسط انكلترا و3 من لندن، مشيرة الى ان أعمارهم تتراوح بين 17 و28 سنة، وان جميعهم اوقفوا في منازلهم أو قربها، باستثناء واحد فقط. وصرح جون ييتس، مساعد مفوض الشرطة في العاصمة والمسؤول عن شرطة مكافحة الارهاب إن الاعتقالات أجريت في إطار عملية واسعة أعدت مسبقاً، واستندت إلى معلومات استخباراتية شاركت فيها قوات عدة. وكشف ييتس ان العملية في مراحلها الاولى، «لذا لا نستطيع الخوض في تفاصيل الاتهامات المحتملة حالياً، وأعتقد بأنه من الضروري الآن التحرك لضمان سلامة الأمن العام». وكان اللواء ضياء حسين مسؤول مكافحة الارهاب في وزارة الداخلية العراقية اعلن الاسبوع الماضي بأن تنظيم «القاعدة» يخطط لشن هجمات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأوروبا خلال فترة عيد الميلاد، وذلك بعد سنة من فشل محاولة لتفجير طائرة لدى توجهها إلى الولاياتالمتحدة. واستند المسؤول العراقي في تحذيره الى معلومات وفرها معتقل من اعضاء جناح «القاعدة» خلال استجوابه، معلناً أن المتشدد انضم الى مجموعة من 39 شخصاً اوقفوا ضمن حملة واسعة على متطرفين بارزين الشهر الماضي. وجاء ذلك بعد ايام قليلة على تنفيذ سويدي عراقي الاصل يدعى تيمور عبد الوهاب هجوماً انتحارياً فاشلاً في العاصمة السويدية استوكولم، تضمن ايضاً تفجير سيارة احتوت عبوات غاز. ويعتقد بأن عبدالوهاب أصبح أصولياً في بلدة لوتون البريطانية التي تعاني من البطالة وانقسامات اجتماعية يرى محللون انهما ساعدا في تنامي الجماعات المتطرفة التي تضم متعصبين للبيض وأصوليين، علماً ان منفذ محاولة التفجير الفاشلة لطائرة فوق مدينة ديترويت الأميركية في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي نفذها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي تلقى تعليمه في لندن، ما يثير مخاوف من اضطلاع العاصمة البريطانية مجدداً بالدور الذي لعبته في التسعينيات من القرن العشرين حين كانت معقلاً للمتشددين الإسلاميين في أوروبا. وكتبت المعلقة ميلاني فيليبس التي تنتقد بحدة سياسات لندن: «مفجر استوكهولم ليس الا أحدث صادرات لندنستان (اشتقاق من أفغانستان)، واذا لم تنهض الحكومة وتغير استراتيجيتها الكارثية أخشى كثيراً أن التفجير لن يكون الاخير». وبعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، شنت بريطانيا حملة على التشدد الاصولي، لكن الثقة الدولية في سيطرة بريطانيا على المشكلة تضاءلت بعد سلسلة مخططات متلاحقة، بينها تفجيرات لندن عام 2005 والتي قتل فيها 52 شخصاً. وكشف برقية سرية اصدرتها السفارة الاميركية في لندن عام 2006 ونشرها موقع «ويكيليكس» أن بريطانيا «حققت تقدماً ضئيلاً» في دمج الاقلية المسلمة فيها، والتي يناهز عدد أفرادها مليوني شخص، على رغم استثمار موارد كثيرة ووقت. على صعيد آخر، نشر جهاز الأمن الداخلي البريطاني (أم آي 5) عشرات العملاء في المنطقة التي ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية في شرق لندن عام 2012، في محاولة لإحباط هجمات إرهابية. وأفادت صحيفة «ديلي ميرور» بأن «عملاء وجواسيس الجهاز يعملون مقاوليين للبناء وحراساً لمراقبة الموقع قبل تنظيم الدورة»، مشيرة الى ان الجهاز يدقق في كل الشركات التي ستوفر الطعام والشراب والأمن في المواقع التي ستستضيف الألعاب، وبينها ملاعب أندية الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم. وأشارت الى أن 500 عنصر امني يعملون سرياً في منطقة ستراتفورد شرق لندن التي ستستضيف معظم منافسات الدورة الأولمبية المقبلة، والتي سيشارك فيها أكثر من 15 ألف رياضي، ويتوقع أن تجذب مليوني زائر إضافي إلى لندن. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية ستتدرب على هجوم إرهابي وحالات طوارئ وهمية اخرى في موقع الألعاب الأولمبية.