أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي أن من رحمة الله بالعباد أن هداهم إلى صراطه المستقيم، وبيّن لهم الحق ليتبعوه والباطل ليجتنبوه، متكفلاً عز وجل لمن اتبع هداه بألاّ يضل ولا يشقى. وأضاف في خطبة (الجمعة) أمس: «إن معنى من اتبع الهدى واستقام على الحق فإنه لا يضل في الدنيا، بل يكون مهتدياً مستقيماً، ولا يشقى في الآخرة، بل له الجنةُ والكرامة. ومن أعرض عن كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يتبع الهدى فإن له معيشة ضنكاً، وهي ما يقع في قلبه من القلق والضيق والحرج، وهذا من العقاب المعجل، وله يوم القيامة العذابُ الأليم في دار الجحيم». وأوضح أن الناظر إلى واقع المسلمين اليوم ليرى ما يورث الحزن والأسى بسبب ما يقع فيه كثير منهم من المخالفة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن الإعراض عن وحي الله تعالى له مظاهر، منها تلقّي الدين من غير أهله، بأن يأتي أناس لا علم عندهم، وهم أبعد ما يكونون عن التمسك بالدين والالتزام بشرع الله، فتُجعل لهم دعاية وتُضفى عليهم الألقاب ويروج لفتاواهم وأطروحاتِهم، وهم ليسوا بأهل للفتيا ولا الاجتهاد، ومع ذلك يأخذ الناس عنهم وينخدعون بهم ويثقون بهم ولا يميزون بين من يُرشدهم وينصحهم وبين من يضلهم ويلبّس عليهم. ولفت إلى أن وسطية هذه الأمة مستمدةٌ من وسطية منهجها ونظامها، فهو منهج وسط لأمة وسط، منهج الاعتدال والتوازن، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير، ولا تشدد وتنطع ولا تهاون وتساهل. وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي عن الأثر الذي يتركه الإنسان في هذه الدنيا. وقال في خطبة (الجمعة) أمس: «إن من أعظم نعم الله على العبد أن يجعل له أثراً طيباً يحيي ذكره ويجري به أجره بعد موته».