وجه وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس من إسرائيل، رسالة تحذيرية إلى دمشق من «مغبة استخدام السلاح الكيماوي ثانية»، كما أبدى تشدداً مع إيران. وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بتحرك الإدارة الأميركية ضد سورية والتشدد ضد إيران. واستقبلت إسرائيل بترحيب بالغ ماتيس، وهو أول وزير في إدارة الرئيس رونالد ترامب يزورها، لتشيد ب «المقاربات الجديدة» لدى الإدارة الأميركية خصوصاً في الملفين اللذين كانا في محور لقاءات ماتيس مع أركان إسرائيل: الملف السوري بكل جوانبه، بما فيها الحرب على تنظيم «داعش»، والملف الإيراني. وتوقف نتانياهو في كلمته لدى استقباله الضيف الأميركي عند «التحالف القوي الكبير» الذي ينعكس «في هذه الفترة» بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، مضيفاً أن إسرائيل تلمس، سواء من المواقف الواضحة للرئيس ترامب أو تصريحات ماتيس حول إيران وموقفه من سورية، «تغييرات جوهرية في السياسة الأميركية»، واعتبرها «تغييراً استراتيجياً مبارَكاً». وأضاف نتانياهو معلقاً على الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية في سورية: «إنني أعتقد أن هذا تغيير مبارك، تغيير استراتيجي ينم عن كفاءات قيادية وسياسة أميركية جديدة». وتابع: «إننا نتقاسم قيماً مشتركة وأخطاراً مشتركة، وهذه الأخطار تنعكس في التهديدات المضاعفة من «الإسلام الراديكالي»: من جهة المتطرفون الشيعة الذين تقودهم إيران، ومن أخرى المتطرفون السنة الذين يقودهم تنظيم داعش. نحن ملتزمون إحباط هذه الأخطار كالتزامنا استنفاد الفرص المشتركة التي أمامنا بعدما تفهم الكثيرون من جيراننا العرب التهديد المشترك لكن أيضاً الفرص في المستقبل». من جانبه أشاد ماتيس بالعلاقات المتينة بين واشنطن وتل أبيب وتأييد الأخيرة «الفوري» والصريح للهجوم الصاروخي الأميركي على سورية، مضيفاً أن تنظيم «داعش» يشكل خطراً ليس على سورية وحدها إنما على إسرائيل ودول المنطقة وعلى أوروبا والولاياتالمتحدة، و «سنواصل العمل على دحر هذا التنظيم وإزالة التهديد الذي يشكله». وكان الوزير الأميركي حل ضيفاً على مقر وزارة الدفاع في تل أبيب حيث التقاه وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بحضور رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غادي إيزنكوت ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هليفي. وأكدت تقارير إعلامية أن الاجتماع دار حول التطورات في سورية على خلفية استخدامها السلاح الكيماوي في إدلب، ونشاط إيران في الشرق الأوسط والاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى معها حول مشروعها النووي. ومع انتهاء الاجتماع قال ماتيس في مؤتمر صحافي مشترك مع ليبرمان، بعدما أشاد كل منهما بالتعاون بين البلدين «الذي سيتواصل ويتعزز»، إن الاتفاق الذي وُقع مع إيران يتم تطبيقه «لكن إيران تواصل نشاطات مختلفة تشمل اليمن أيضاً ودعم الأسد في سورية». وأضاف أن إيران ما زالت تهدد إسرائيل وجاراتها بصواريخ باليستية. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن وزير الدفاع الأميركي يتبنى مواقف متشددة خصوصاً تجاه إيران مستذكرين تصريحات سابقة له أكد فيها أن المشكلات الثلاث التي تواجه الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط هي إيران وإيران وإيران. وأكد ماتيس وليبرمان أن الأسد هو الذي استخدم السلاح الكيماوي في إدلب، وأضاف ماتيس: «لا يوجد شك لدى المجتمع الدولي في أن سورية تنتهك الاتفاق وأنها ما زالت تحتفظ بسلاح كيماوي على رغم تصريحها بأنها تخلصت منها كلها»، لكنه رفض التطرق إلى كميات مخزون الأسلحة التي تبقت في سورية، وتعتقد إسرائيل أنها عدة أطنان. وقال: «لا شك في أنهم يحتفظون بسلاح كيماوي، وهذا مخالف لقرار مجلس الأمن الدولي، ويجدر بهم ألا يستخدموه مرة أخرى وقد أوضحنا ذلك جيداً.. ويجب تناول الموضوع ديبلوماسياً». وعندما سئل إن كان الجيش السوري نقل طائراته المقاتلة إلى قاعدة روسية في اللاذقية قال ماتيس: «لا شك في أنهم وزعوا طائراتهم... في الأيام الأخيرة». من جهته أضاف ليبرمان أن «نظام الأسد استعمل السلاح الكيماوي ضد المتمردين، ونحن ندعم العملية الأميركية في سورية وهي كانت رسالة قوية للنظام». وعندما سئل ليبرمان عن مصير الاتفاق الدولي مع إيران قال بحذر: «نحن لا نسدي النصائح للإدارة الأميركية، لكننا سعداء بأننا نلمس مقاربات جديدة فيها ولدينا الصبر لننتظر خطوات عملية»، مضيفاً أنه من الأهمية بمكان مواصلة تفعيل الضغط على طهران.