شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على «ثوابت الموقف اللبناني حيال التطورات الداخلية والإقليمية»، مؤكداً أن «الوحدة الوطنية مكَّنت لبنان من مواجهة تحديات كثيرة راهنة، أبرزها محاربة الإرهاب والحفاظ على الحدود والاستقرار الأمني». ورأى أن «الإرهاب لا يحارب بشكل جذري بل يستعمل لخلق توازنات بين الدول التي تتولى مواجهته». كلام عون جاء خلال لقائه أمس وفد مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين البريطاني برئاسة النائب نك هيربرت. وعرض عون «التداعيات السلبية التي سببها النزوح السوري إلى لبنان وعدم تقديم المجتمع الدولي المساعدات اللازمة». وأكد أن «الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري المقيم والنازح على حد سواء، هو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يساعد على عودة النازحين إلى أرضهم». وأثنى على «التعاون الذي تقدمه بريطانيا في مجال دعم الجيش ومنه المساهمة في بناء أبراج للمراقبة على الحدود اللبنانية- السورية». وعن رسالته إلى المسؤولين البريطانيين، أجاب: «فقط السلام لمنطقة الشرق الأوسط». وأمل أعضاء الوفد البريطاني بأن «يتمكن لبنان في ظل قيادة الرئيس عون من تعزيز أمنه واستقراره ويعود إلى لعب دوره على الساحتين الإقليمية والدولية». وزار الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجرى بحث التطورات في لبنان والمنطقة. وكان عون التقى رئيس المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية جيانغ زنغ وي على رأس وفد من كبريات الشركات الصينية، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار. ونقل الزائر الصيني إلى عون «رغبة القيادة الصينية بتعزيز العلاقات الصينية- اللبنانية في المجالات كافة، لاسيما المساهمة في إنجاز مشاريع تنموية بحيث يكون لبنان منصة تعاون تنطلق منها مشاريع استثمارية». ولفت إلى أن «موقع لبنان يساعد على تعميم هذا التعاون ليشمل دولاً وأسواقاً عربية وأفريقية وفي أميركا الجنوبية». واعتبر أن «الاستقرار في لبنان منذ انتخاب الرئيس عون يشجع على تعزيز القيام بمشاريع مشتركة ويعطي لرجال الأعمال اللبنانيينوالصينيين فرصة واسعة لتحقيق هذا التعاون». وعرض عون «الخطة التي ينوي لبنان إنجازها في مجال تنمية البنى التحتية لتكون صالحة لتنفيذ المشاريع في مجال المواصلات والاتصالات والطرق والطاقة». وفيما قدم الوزير خوري سلسلة اقتراحات وعد الجانب الصيني بدرسها لتعزيز التعاون المشترك، أشار القصار إلى أن «الصين تتطلع إلى دور لبنان في خطط إعادة إعمار سورية والعراق، للعب دور رئيسي كمركز إقليمي لها في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً «أننا نسعى إلى جذب الصين إلى تعزيز استثماراتها في لبنان، نظراً الى ما يتمتع به من مزايا عديدة من حيث الموقع الجغرافي وتصدير السلع اللبنانية إلى 365 مليون مستهلك في الأسواق العربية». والتقى عون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مع قادة الوحدات أعضاء مجلس القيادة الذين عرضوا معه الأوضاع الأمنية في البلاد والتدابير المتخذة لتعزيز الأمن والاستقرار. وأكد عثمان «العمل بإخلاص وتفان لحماية المواطن والحفاظ على أمنه»، مشيراً إلى «العمل من أجل وضع استراتيجية مستقبلية تحوّل قوى الأمن من شرطة عادية إلى شرطة مجتمعية تخلق ثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين». وشدد عون على «وجوب تطبيق القوانين والأنظمة المرعية الإجراء والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى ليكون العمل الأمني متكاملاً وفعالاً». كما التقى عون المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا وكبار ضباط المديرية. وأكد صليبا أن «الإنتاجية ستكون عنوان المرحلة المقبلة لا سيما في المهمات الموكلة إلى هذا الجهاز». وشدد على أن «العمليات الأمنية الاستباقية تساعد في زرع الطمأنينة في نفوس المواطنين». وشدد عون على أن «الغطاء متوافر لكل الأجهزة الأمنية التي عليها أن تقوم بدورها وفقاً للأصول وبالتنسيق في ما بينها».