على رغم بدء وزارة الصحة من خلال المديرية العامة للصحة بجدة حملة مكثفة للتوعية الصحية بحمى الضنك في 19 آذار (مارس) الماضي والتي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر، لا تزال أحياء في جدة تمتلئ بالمستنقعات والمياه الراكدة، والتي تعد من أهم عناصر تكاثر البعوض المسبب لهذا المرض الذي يصاب به أكثر من 500 ألف شخص حول العالم. وهذه الحملة تأتي بالتعاون مع جهات حكومية وأخرى خيرية، وتهدف من خلالها إلى تنفيذ حملة توعية وتثقيفية للمواطنين والمقيمين والعمل على تعديل السلوكيات الخاطئة المتداولة للوقاية من حمى الضنك، من خلال أربعة أحياء فقط. وحمى الضنك الذي يعد وباء منتشراً حول العالم ويستوطن في أكثر من 100 دولة، ويعتبر السبب في وفاة أكثر من 24 ألف شخص سنوياً بنسبة 2.5 في المئة من المصابين به، لا يحارب فقط بالتثقيف الصحي حوله إنما من أهم طرق الوقاية منه هو العمل على مكافحة البعوض الناقل للمرض، إضافة إلى وجود نظام مراقبة وبائية جيد، وذلك بحسب المنظمة العالمية للصحة. وفي حين أن الصحة تعمل على توافر التثقيف الصحي للسكان من منزل إلى منزل، وفي الأسواق، والمدارس، والمساجد عن طرق الوقاية من حمى الضنك والتخلص من أماكن تكاثر البعوض الناقل، ومعالجة البؤر المنزلية، تبقى البؤر الخارجية والمستنقعات والمياه الراكدة، وبالتالي تبقى عملية التثقيف والتوعية غير كافية للحد والقضاء على هذا الوباء، إذ أن أحياء جدة مليئة بالمستنقعات التي تعتبر بيئة خصبة للبعوض المسبب لهذا المرض، والصحة ليست المعنية الوحيدة إذ لابد من تدخل جهات أخرى مثل الشؤون البلدية والقروية والتي من دورها توفير بيئة صحية. وهذه الأمور كلها عكسها وسم (جدة عروس بلا ناموس) في «تويتر» إذ تظهر الكثير من التغريدات التي توضح الوضع الكارثي لبعض أحياء جدة ومعاناتها مع المستنقعات، وحساب «حي الهدى جنوبجدة» أخذ على عاتقه إيصال معاناة الحي إلى المسؤولين ومحاولة تحسين الوضع، ومما كتب «من يغرم المسؤولين الذين أغرقوا أكثر من 25 ألف مواطن في مياه مجاري الصرف الصحي والمياة الجوفية»، مضيفاً بإن «الناموس وحمى الضنك منتشران في الحي». وقال المغرد أحمد الأسمري «حي الهدى سلة مهملات»، في حين دون المغرد صالح الثقفي «تعالوا الرحيلي شمال جدة وخصوصاً طيبة 1 خلف القلزم عشان تعرفوا جدة من دون ناموس»، فيما دونت المغردة نوقا «أتمنى أن تكون جدة كلها بلا ناموس، حي الياقوت يعاني من كثرة الناموس وقلة الخدمات وتراكم المياه الراكدة»، ومن هنا تظهر أن جدة شمالاً وجنوباً تعاني من المستنقعات. 2.5 إلى 3 بلايين معرضون للضنك يعتبر مرض حمى الضنك من أخطر الأمراض التى ينقلها البعوض، ويعيش حوالى بليونين ونصف البليون إلى ثلاثة بلايين شخص فى العالم فى مناطق معرضة لحمى الضنك، ويقدر المصابون بحمى الضنك حوالى 500 ألف سنوياً فى العالم، بحسب وزارة الصحة في موقعها الرسمي. إضافة إلى ذلك، فإنه لا يوجد تطعيم واقى للفيروس، وتعتمد المعالجة على معالجة الأعراض الناتجة عن المرض مثل الحمى، وفقدان السوائل، والتي بدورها تعمل على خفض نسبة الوفيات من 20 في المئة تقريباً إلى 1 في المئة تقريباً. وارتفعت معدلات انتشار حمى الضنك ارتفاعاً شديداً في مختلف أنحاء العالم خلال العقود الأخيرة، وتفوق الأرقام الفعلية لحالات حمى الضنك ما تشير إليه التقارير، إضافة إلى أن الكثير من الحالات يساء تصنيفها، إذ أنه قبل العام 1970 عانت تسع بلدان من انتشار حمى الضنك، أما الآن فإن هذا المرض متوطن في أكثر من 100 بلد حول العالم، بحسب موقع منظمة الصحة.