لمس وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس خلال زيارة استمرت ساعات إلى القاهرة أمس، ضمن جولته في المنطقة، رغبة مصرية في استعادة دفء العلاقات لاسيما على الصعيد الأمني، بعد تراجعها بشدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وتلقى دعوة مصرية واضحة لاستعادة الحضور الأميركي الفاعل لحل أزمات المنطقة، ودعم جهود مكافحة الإرهاب. وبدت الزيارة الأولى لماتيس إلى القاهرة استكشافية لمساحات التعاون بين القاهرة وواشنطن، إذ لم يتطرق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووزير الدفاع المصري صدقي صبحي، خلال لقاءاتهما بالوزير الأميركي إلى تفاصيل الدعم المطلوب للجيش المصري، واكتفيا بتأكيد «استراتيجية العلاقات بين البلدين والحرص على تعزيز التعاون خلال المرحلة المقبلة»، لكن السيسي طلب من ماتيس «توجيه رسالة حاسمة» إلى دول لم يسمها، تدعم الإرهاب، بعدما كان اتهم في أعقاب حادثَي تفجير كنيستي الإسكندرية وطنطا، مطلع الأسبوع الماضي، دولاً لم يسمها، بتمويل التنظيمات الإرهابية ودعمها في بلاده، مطالباً المجتمع الدولي ب «معاقبة» تلك الدول. وكان ماتيس وصل القاهرة صباح أمس قادماً من الرياض، حيث كان في استقباله وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، قبل أن يتوجه الوزيران إلى قصر الاتحادية الرئاسي، حيث عقد الوزير الأميركي مع الرئيس السيسي جلسة محادثات، وعقب انتهائها توجه رفقة نظيره المصري إلى مقر وزارة الدفاع المصرية في كوبري القبة (شرق القاهرة)، حيث أجريت للضيف مراسم استقبال رسمية وعقد الجانبان اجتماعاً، وكان لافتاً حرص ماتيس في اختتام زيارته على زيارة النصب التذكاري للجندي المجهول في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)، ووضع أكاليل الزهور على قبر الرئيس الراحل أنور السادات. ونقل بيان رئاسي مصري، تأكيد ماتيس خلال لقائه السيسي أمس، تطلع بلاده إلى «تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مواجهة تحديات غير مسبوقة في المنطقة والعالم»، كما أكد دعم الولاياتالمتحدة الكامل للجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، ودعم الاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أنه تم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم. وتم أيضاً البحث في التحديات الإقليمية والدولية، بخاصة مكافحة الإرهاب». ودعا قائد الجيش المصري صدقي صبحي ماتيس إلى «توحيد الجهود الدولية الرامية للقضاء على التطرف والإرهاب والتصدي لمخاطره وتهديداته الممتدة».