أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن الولاياتالمتحدة تدرس خيارات للضغط على كوريا الشمالية في شأن برنامجها النووي، بينها إعادة إدراجها على لائحة الدول الراعية للإرهاب، فيما حذرت وسائل إعلام رسمية في بيونغيانغ الأميركيين من «ضربة وقائية مهولة». وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي في واشنطن: «نراجع حال كوريا الشمالية بالكامل، وسبل ممارستنا ضغوط على نظامها كي يعود للتواصل معنا لكن على أساس مختلف عن المحادثات السابقة». وكان مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي قال خلال جولته الحالية في آسيا إن «عهد الصبر الاستراتيجي» مع كوريا الشمالية انتهى، في حين صرح رئيس مجلس النواب الأميركي بول رايان في لندن، بأن «الخيار العسكري يجب أن يكون جزءاً من الضغوط التي تمارس على كوريا الشمالية». وزاد في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون: «السماح لهذا الديكتاتور بامتلاك هذا النوع من القوة أمر لا يمكن أن تسمح به دول متحضرة». في المقابل، كتبت صحيفة «رودونغ سينمون» التابعة لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية: «إذا وجهنا ضربتنا الوقائية المهولة لن تمحو فقط القوات الغازية الإمبريالية الأميركية في كوريا كوريا الجنوبية، بل الأراضي الأميركية ذاتها التي ستتحول إلى رماد». وتهدد كوريا الشمالية دائماً بتدمير اليابانوكوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، ولم تتراجع في عدائها بعدما تباهت بامتلاك عدد كبير من الصواريخ خلال عرض عسكري في بيونغيانغ السبت الماضي. وفي كوريا الجنوبية، كرر هوانغ كيو آن، القائم بأعمال الرئيس، دعوته الجيش والوزارات المنوطة بالأمن إلى توخي الحذر واليقظة، فيما أعلنت وزارة الدفاع أن القوات الجوية الأميركية والكورية الجنوبية ستجري مناوراتها السنوية التي يطلق عليها اسم «ماكس ثاندر» حتى 28 الجاري، علماً أن بيونغيانغ تصف هذه التدريبات بأنها «استعدادات للغزو». على صعيد آخر، نفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممارسة التضليل في شأن تحرك مجموعة حاملة الطائرات الأميركية في اتجاه شبه الجزيرة الكورية، وقالت إنها «لم تذكر موعد وصولها إلى شبه الجزيرة، بل إنها لا تزال في الطريق». وقال شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض: «أعلن الرئيس أن أسطولاً سيتجه إلى شبه الجزيرة الكورية. هذه حقيقة تحدث». وأحال أي استفسارات أخرى في شأن موعد انتشار المجموعة إلى وزارة الدفاع (البنتاغون)، فيما كان الجيش الأميركي في المحيط الهادي أوضح الثلثاء أن مجموعة «كارل فينسون» الهجومية كان يجب أن تستكمل أولاً فترة تدريب أقصر في أستراليا، لكنها تتجه الآن إلى غرب المحيط الهادئ». وفي بادئ الأمر، أفاد الجيش الأميركي في بيان أصدره في 10 الجاري، بأن الأميرال هاري هاريس، قائد قيادة المحيط الهادئ، أمر المجموعة «فينسون» بالإبحار شمالاً، وإعداد تقرير لمركز في غرب المحيط الهادئ». لكن المجموعة توجهت إلى موقع آخر. وفي 15 الجاري نشرت البحرية الأميركية صورة أظهرت عبور المجموعة «فينسون» مضيق سوندا في طريقها إلى مناورات مع أستراليا. وذكرت وسائل إعلام في 11 اليوم التالي أن التحرك سيستغرق أكثر من أسبوع. أما البحرية الأميركية فأعلنت إنها لا تذكر مواقع عمليات سفنها المستقبلية لأسباب أمنية. وفي ظل ارتباك حلفاء الولاياتالمتحدة في آسيا من التحركات غير الدقيقة لمجموعة حاملة الطائرات الأميركية، أثار الموضوع سخرية صينيين كثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وكتب مستخدم على موقع «ويبو»، شبيه «تويتر» في الصين: «الإمبريالية الأميركية نمر من ورق» وآخر: «حاملة الطائرات مصابة بمرض السير أثناء النوم». وعلّق وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على حال الارتباك قائلاً إن «كشف إرسال مجموعة كارل فينسون الهجومية قبل أن تتحرك فعلاً حصل بدافع الشفافية». وأضاف: «في شكل عام لا نكشف مسبقاً عن الجداول الزمنية لتحركات السفن، لكنني لا أريد أيضاً أن أخدع أحداً بالقول إننا لا نغير جدولاً زمنياً، وهو ما فعلناه في الواقع». وصرح إيان ستوري، الخبير الأمني المقيم في سنغافورة، أن «دول المنطقة وجدت أن الالتباس في شأن موقع المجموعة الهجومية مثير للقلق والارتباك». وزاد: «انقطاع الاتصال بين البيت الأبيض وقيادة المحيط الهادي مرتبطة بالعمليات، لكن واضح أنه أمر غريب فحقيقة عدم وجود مجموعة كارل فينسون في محيط شبه الجزيرة الكورية تقوض نهج إدارة ترامب الصارم إزاء بيونغيانع» وكانت صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية في كوريا الشمالية قالت إن «حاملة الطائرات النووية التي أعلنت الولاياتالمتحدة بصوتٍ عالٍ إرسالها، ومجموعة الدمى التابعة لها ليست إلا كومة من الخردة المعدنية في مواجهة عنفوان القوى الثورية».