رحب الرئيس محمود عباس امس باعتراف جمهورية بوليفيا بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. وأشاد الرئيس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» بالعلاقات الثنائية التي تربط فلسطين وشعبها ببوليفيا، كما ثمن مواقفها الداعمة للحقوق الوطنية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967. وجاء في البيان أن عباس طلب من رؤساء دول أميركا اللاتينية أثناء جولته الأخيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. وذكرت وكالة «وفا» أن الرئيس البوليفي ايفو موراليس اتصل هاتفياً بالرئيس عباس وأبلغه قرار بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967. وكان الرئيس البوليفي اعلن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية أول من أمس خلال كلمة له في مؤتمر جمع رؤساء أميركا الجنوبية في البرازيل. واستهل خطابه بالقول: «إن بوليفيا تعترف بفلسطين دولة على حدود عام 1967 أسوة بالبرازيل والأرجنتين». وكانت البرازيل والأرجنتين أعلنتا رسمياً مطلع الشهر الجاري اعترافهما بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، كما أعلنت دول أخرى رفع التمثيل الديبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى سفارة كاملة. وقوبل إعلان الرئيس البوليفي بتصفيق حار من جميع رؤساء أميركا الجنوبية الحاضرين في القاعة. وأعلن الرئيس البوليفي في مؤتمر صحافي في ايتايبو جنوب شرقي الباراغواي أن بلاده سترسل رسالة إلى عباس تعترف بها بفلسطين «كدولة مستقلة وسيدة». وأضاف: «في الأسبوع المقبل، سنوجه رسمياً رسالة إلى الهيئات الدولية». واتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة عرقية في المنطقة»، مطالباً «الهيئات الدولية بتحمل مسؤولياتها لتجنب ذلك. وكانت بوليفيا قطعت العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل في كانون الثاني (يناير) 2009 احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وبدأ الفلسطينيون حملة دولية لجلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وشملت الحملة رسائل إلى رؤساء الدول والمنظمات الإقليمية المختلفة، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الخطوة التالية ستكون التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. وتأتي الحملة الفلسطينية عقب إخفاق مساعي الإدارة الأميركية في حمل إسرائيل على وقف الاستيطان والشروع في مفاوضات على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967. إلى ذلك، ذكرت وكالة «وفا» أن الرئيس عباس هاتف امس نظيره الإكوادوري رفائيل كوريا، ووضعه في صورة تطورات الأوضاع وعملية السلام المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي. وجاء في النبأ أن الرئيسين بحثا اعتراف الإكوادور بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967. من جهة أخرى (أ ف ب)، أعربت السلطة الفلسطينية عن أسفها لقرار مجلس النواب الأميركي الذي يدين إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد أو الاعتراف بها ويدعو الى تسوية تفاوضية مع إسرائيل. وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: «لقد انصبت كافة مساعينا في العقدين الأخيرين على العملية التفاوضية، لكن هذا المسار لم يأت بالثمار المرجوة ولم يؤد الى رفع الاحتلال عن أراضينا». وأضاف في بيان انه «على عكس الحكومة الإسرائيلية التي تبدو مرتاحة من الوضع الراهن ومن احتلال بلادنا واستعمارها، فإن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن السعي الى نيل حريته عبر القنوات والطرق السلمية المتاحة». واعتبر عريقات أن مجلس النواب الأميركي بهذا القرار «يضع عقبة جديدة أمام تحقيق السلام الشامل والدائم والعادل على أساس انسحاب إسرائيل الى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدسالشرقية». وكان مجلس النواب الأميركي أكد الأربعاء في قرار «معارضته أي محاولة لإقامة دولة فلسطينية خارج اتفاق تفاوضي أو الاعتراف بها»، داعياً الحكومات الأجنبية الى «عدم إعلان مثل هذا الاعتراف». وأكد عريقات أن «الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 هو قرار حر ومستقل وسيادي خاص بكل دولة ودولة»، موضحاً أنه «في الوقت الذي تستطيع الولاياتالمتحدة الامتناع عن الاعتراف بدولتنا، لا يحق لها أن تمنع الدول الأخرى من ممارسة هذا الحق السيادي الخاص بها». ودعا في النهاية المجتمع الدولي الى «إنقاذ حل الدولتين من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967»، وقال إن «دعم القانون الدولي والحقوق الوطنية الفلسطينية يعزز من احتمال التوصل الى تسوية مبنية على المفاوضات».